سيف القذافي يرشح نفسه للرئاسة من مخبئه
في سابقة فريدة من نوعها رشح سيف الإسلام القذافي نفسه لرئاسة ليبيا دون الإعلان عن موعد للانتخابات، ومن غير أن يظهر للعلن ويحضر مؤتمر ترشيحه.
سيف الذي ما يزال “مختفياً” ولا يعلن عن مكان تواجده، ظهر في خطابات مؤيديه، وفي الصور على شاشة المؤتمر الصحفي الذي عقد في العاصمة التونسية وليس داخل ليبيا.
لم يترك مؤيدو القذافي الابن شيئاً للصدفة، فكان اختيارهم للموعد في 19 مارس، تزامناً آخر، مع ذكرى لم ينسها الكثير من الليبيين الذين كانوا تحت نيران رتل أرسله القذافي الأب لدك بنغازي والقضاء على الثورة الوليدة انذاك.
لا يدل الخطاب المنفعل على الكثير من التغيير في فكر المؤيدين، فالربيع العربي الذي أزال كرسي الأربعين عاماً “مزعوم”، والتغيير في ليبيا “مؤامرة”، وكأن وهم دولة اللجان الثورية لم يغادر مخيلتهم.
لم تغب الشعارات القديمة، فالسلطة والثروة والسلاح يجب أن تكون في يد الشعب، وما حدث ويحدث في ليبيا كله مؤامرة من خلف الستائر، فلا تغيير اجتماعي ولا سياسي حدث، ولا العقود الأربعة كانت كافية ليغلي الشعب الليبي ويقوم بثورته الخاصة لا ثورة العقيد.
لا يتغير مشروع ليبيا الغد إلا في أرقام السنوات، المشروع الذي لطالما بقي غداً لليبيين ولم يروا منه حاضراً طوال سنوات الألفية، يعود به مؤيدو مهندسه لا رغبة في تطبيق ما يصلح منه، بل للظهور بمظهر مالكي حل، يرون أنه لن يكون إلا عن طريقهم.
لم يبين منظمو مؤتمر المرشح الغائب من كتب البرنامج الانتخابي ومن دفع لفكرة الترشيح، أم أن المرشح سيظهر عندما تعلن صناديق الاقتراع في ليبيا عن نتائجها، ليعود حاكماً فقط، وإلا ظل في الخفاء إلى الأبد.