سيف الإسلام يوجه رسالة إلى القضاء الفرنسي
كشفت صحيفة اللوموند الفرنسية أن سيف الإسلام القذافي أرسل عن طريق محاميه البريطانيين 8 صفحات مكتوبة باللغة العربية إلى القضاة الفرنسيين يطالب فيها الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي بإعادة الأموال التي تم بها تمويل حملته الانتخابية سنة 2007.
الرسالة المؤرخة بتاريخ 11 يوليو 2018 والتي علمت بها الكوتيديان كتب فيها سيف القذافي أنه وقبل الانتخابات الرئاسية في 2007 كانت فرص المرشح المنافس وقتذاك دومينيك دو فيليبان في الفوز ضئيلة مما شجع نظام القذافي للاهتمام بتقديم دعم مالي إلى ساركوزي، بلغت قيمته مليونين ونصف المليون يورو بحسب مانشرته الصحيفة.
ووفقاً لرسالة سيف القذافي الموجهة للقضاء الفرنسي فقد أرسل نيكولا ساركوزي وزير داخليته حينها كلود غيان لتلقي المال في مكتب مدير مجلس إدارة معمر القذافي بشير صالح.
ورداً على سؤال اللوموند، أجاب كلود غيان، أنه “لم يستفد مطلقاً، ولم ير، ولم ينقل فلساً واحدا من المال الليبي، معتبرا أن نجل معمر القذافي متحمس بعطش للانتقام، ويحاول إلقاء اللوم على ساركوزي والمتعاونين معه باعبتاره المهندس الرئيسي للتدخل العسكري في ليبيا عام 2011.
ووفقاً لرسالة سيف فإن الاتصالات قد بدأت على هامش المفاوضات الخاصة بشراء طائرات إيرباص في عام 2006.
الصحيفة الفرنسية أوردت بحسب رسالة نجل القذافي وبالإضافة إلى مليونين ونصف المليون التي استلمها كلود غيان فإن ساركوزي قام بطلب مليونين إضافيين وذلك إدعاء منه على قدرته في تبرئة رئيس جهاز استخبارات القذافي عبدالله السنوسي المحكوم بالمؤبد في فرنسا منذ العام 1989 على خلفية الهجوم على طائرة “دي سي 10” في النيجر من نفس العام والتي أودت بحياة 170 شخصاً.
وتم ذكر الوسيط الفرنسي الجزائري ألكسندر جوهري، في الرسالة وهو الذي بدأ بالعمل من أجل إنجاح الشيراكيين في إشارة لأنصار الرئيس جاك شيراك وهو أول من اقترح دعم حملة دومينيك دو فيلبان من ثم انتقل إلى ساركوزي وكان على اتصال مباشر مع بشير صالح.
وبحسب رواية سيف القذافي فإن الجوهري هدد عبدالله السنوسي بالقتل في حال لم يُفصح عن دعمه لحملة ساركوزي.
ولم يُدلي بشير صالح الذي أصيب في هجوم مسلح في جنوب أفريقيا في فبراير من هذا العام، بأي تصريح حتى اللحظة حول قضية التمويل الليبي، حسب ما ذكرته اللوموند.
كما كشفت مجلة الـ OBS فإنه منذ العام 2007 إلى العام 2011 قام الكسندر الجوهري بـ 59 زيارة إلى الايليزيه وتحديداً لكلود غيان بالإضافة إلى 14 زيارة لنيكولا ساركوزي وكانت أحياناً بصحبة بشير صالح.
بالاستناد إلى القضاء في لندن فإنه من المتوقع تسليم الجوهري للعدالة الفرنسية التي تريد الاستماع إلى إفادته والتحقيق معه في قضية التمويل الليبي لحملة ساركوزي في 2007 ومن المقرر عقد جلسة في لندن لهذا الطلب في أوائل نوفمبر حسب اللوموند.