سياسي إيطالي يُطْلِق النار على “مُهاجِرين أفارقة”.. أين “العبودية”؟
218TV| خاص
يقول الخبر إن الشرطة الإيطالية ألقت القبض على ناشط سياسي إيطالي فتح نيران سلاحه الشخصي باتجاه مُهاجِرين أفارقة بمدينة ماتشيراتا في وسط إيطاليا، فيما لم تذكر وكالة “رويترز” للأنباء التي نقلت الخبر حالة المُهاجِرين الأفارقة الذين تعرضوا لإطلاق النار، لكن اللافت في خبر من هذا النوع أنه لم يُحْدِث أي نوع من الضجة كمُقابِل لتلك الضجة التي أحدثتها تقارير غربية مصورة حول تعرض مُهاجِرين أفارقة لعمليات رق واتجار في مراكز اعتقال غير شرعية في ليبيا قبل نحو شهرين، وهي الضجة التي تلتها “أصوات سياسية عالية جدا” حول العالم تُطالِب بالتدخل في ليبيا لحماية المُهاجِرين.
مُطْلِق النار في إيطاليا على المُهاجِرين الأفارقة في ماتشيراتا هو ناشط سياسي مُتعلّم، كان قد ترشح قبل أشهر قليلة لعضوية البرلمان الإيطالي، كما أن الحادثة حصلت في بلد مستقر سياسيا وأمنيا واقتصاديا ومع ذلك لم ترصد أي ضجة سياسية أو إعلامية عكس ما حصل في ليبيا تماما البلد الذي تركه المجتمع الدولي نهباً للفوضى السياسية والأمنية والاقتصادية، والذي ذابت حدوده بصورة كبيرة مع دول مجاورة، كما أن من تسبب بمراكز الاعتقالات العشوائية لمُهاجِرين أفارقة في ليبيا هم عصابات ومليشيات تُحرّكها غريزة المال الذي يوفره الاتجار بالبشر بكثرة، عدا عن أن معظم أفراد تلك العصابات هم في واقع الحال نِتاج “مجتمعات الحرب” التي تسقط فيها عادة كل القوانين والقِيم.
ثمة ما يسترعي الانتباه إلى الفارق في التعاطي الدولي مع رصاص يُطْلق على مُهاجِرين أفارقة، وبين “الضجة المفتعلة” التي اشترك فيها الجميع تقريبا حول العالم بخصوص ليبيا، مع أن المشاهد التي صُوّرت في ليبيا لا يمكن التحقق منها، مثلما لا يمكن تبريرها، هذا إضافة إلى أن عدة دول أفريقية قد أصدرت بيانات رسمية تشير إلى أن مواطنيها لم يتعرضوا للتعذيب والمهانة في ليبيا، وهو ما يُطْلِق سؤالا ضروريا ما إذا كانت تلك الضجة تستهدف “ليبيا الدولة” بحيث يطول أمد أزمتها المفتوحة على احتمالات كثيرة أم أنها تستهدف “الرأفة بمُهاجِرين” تقطعت بهم السبل.