سوق الحوت.. انتصار إرادة الحياة
من بين آثار الدمار، الذي خلفته حرب طويلة على الإرهاب في شوارع سوق الحوت، يحاول البائعون من على طاولاتهم البسيطة في الشوارع أن يتكسبوا من بضائعهم.
“مسير” أو “هريسة عربية”، وفي مكان آخر يقف بائع زيتون، يقول أحد رواد السوق إن لا شيء تغير في المنطقة رغم مرور السنين، مضيفاً: “ما تغيرتش الصورة، لكن الأسعار زايدة كيف ليبيا كلها، وبنغازي حترد أحسن من هكي”.
اعتادت بنغازي كلها على زيارة “سوق الحوت” في رمضان، فهنا السوق الشعبي الذي يكفي مخزون الجيوب البسيط أن يرتاده الزبائن، متناسين آثار الحرب التي ظلت باقية على جدران المنطقة.
يصرخ أحد الباعة ضاحكاً: “عصير بقر” وهو يسوق لألبانه، أما زبون آخر مار في السوق يتحدث بابتسامة شاسعة عن بهجته بعودة السوق، وقال: “فرحة كبيرة، 3 أو 4 سنوات ما قدرناش نصبو فيه”، مستذكرا السنوات التي حرم فيها الإرهاب أهل المدينة من عادتهم الرمضانية.
يقول أحد التجار “اللي عنده ياخذ واللي ما عنده ياخذ”، مؤكداً على روح التكافل، فالروح السمحة تظلل المكان، والجميع يرحب بالعودة، فهي انتصار في حد ذاتها، انتصار لإرادة الحياة ضد الموت.