سنغافورة تحتضن “مُتطرّفيْ العالم”.. وجهاً لوجه
218 | خاص
ما كان قبل أسابيع من “رابع المستحيلات” أمسى اليوم الإثنين “حدثاً سياسياً فريداً” يصعب شرحه أو تقديمه سياسياً، إذ طيّرت وسائل إعلامية مرموقة عالميا صحافييها ومُصوّريها لمعايشة ومواكبة الحدث السياسي النادر، فقمة تجمع “متطرفاً” كان للتو “يُشفّر” رسائله إلى العالم بـ”الصواريخ البالستية” مثل كيم جونغ أون، وزعيم آخر يمكن وصف تطرفه سياسياً بـ”المودرن” مثل الرئيس الأميركي دونالد ترامب هي حدث لافت واستثنائي، وليس من الحكمة أن يُغطّى أو يُصوّر عن بعد، أو استنادا إلى وكالات أنباء قد تبث صور جامدة.
ترامب وجونغ أون وجها لوجه هو حدث لا يشبه أي حدث آخر، فالعالم الذي كان للتو يقرأ تغريدات ترامب وهو يتوعد كيم جونغ أون بـ”الخيارات المفتوحة”، وكان يراقب “السيناريوهات الأميركية” إما لـ”قتل أو اعتقال” كيم جونغ أون، سوف يشاهدهما اليوم فجراً بتوقيت منطقة الشرق الأوسط وهما يتصافحان، وربما تأخذهما الحماسة نحو “قُبُلات أو عناق طويل”، المهم إن سنغافورة الهادئة والرصينة سياسياً نجحت خلافا لتوقعات العالم بترتيب قمة هي “الأصعب أو الأكثر تعقيداً”.
لا شيء مؤكد بشأن ما سيقوله ترامب لكيم جونغ أون أو العكس، فحتى الكلام في قمم لا سابق لها من هذا النوع يصعب الإحاطة بما قد ينتج عنها، فأوساط دولية تميل إلى “خيارين لا ثالث لهما” فإما أن تُظْهِر الصور ومقاطع الفيديو ترامب “عابساً ومتجهما” لأنه “الطرف الخاسر” على صعيد قمة من هذا النوع، أو أن “ينفرط عقد” القمة سريعاً، وينتهي اللقاء من دون حتى بيان سياسي، فالمشهد بالنسبة للأميركيين “ليس لطيفاً” فـ”المُغامِر والمُتطرّف والمجنون” بحسب توصيفات أميركية سابقة لكيم جونغ أون سوف يجلس “نداً” لأكبر رئيس دولة في العالم، وأقواها اقتصادا وجيشاً.
“البيان المُنْتظر” ربما يأتي وقد لا يأتي، ويُعْتقد أن “جنرال الاستخبارات” مايك بومبيو الذي جلس للتو على عرش الدبلوماسية الأميركية قد “حضّر وذاكر” للقمة جيدا، وقد مهّد لها بلقاءات سرية مع كيم جونغ أون، إذ لا تتردد صحف أميركية بالقول إن بومبيو كتب تقريراً للقادة الكبار في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية عن “الحالة السلوكية” لكيم جونغ أون خلال الاجتماعات، وما إذا كان “يضبط انفعالاته”، فمهمة حماية دونالد ترامب من “مزاج وسلوك” كيم جونغ أون تبدو “مهمة معقدة” حتى الآن.