“سلوى بوقعيقيص”.. قُتِلت وبقيت ذكراها “قاهرة لطيور الظلام”
تمر على الليبيين اليوم الجمعة الذكرى السابعة لاغتيال المحامية والحقوقية سلوى بوقعيقيص، إحدى أبرز وأشجع الأصوات المُدافعة عن الحريات، بشكل عام، وحقوق المرأة، بشكل خاص في ليبيا.
وهاجم مسلحون منزل “سلوى”، بمدينة بنغازي يوم الـ25 من يونيو 2014، في وضح النهار، وأردوها قتيلة بوابل من الرصاص، وخطفوا زوجها عصام الغرياني عضو المجلس البلدي بنغازي، الذي كان أبرز المرشحين لرئاسة المجلس.
أيادي الغدر؛ لم تقو على مواجهة شجاعة أمام الناشطة الحقوقية، فاختارت طعنها من الخلف، وهو ما اعتدنا عليه من “رعاة الظلام والدم”، مُستغلين غياب العدالة وتفشي ثقافة الإفلات من العقاب.
وعُرِفت الراحلة بمواقفها الداعمة للتحول الديمقراطي وإعلاء صوت المواطن، برزت كإحدى الشخصيات النسائية المهمة منذ ثورة فبراير، بمشاركتها في ائتلاف الثورة، وحضورها المبكر في ساحات بنغازي، مطالبةً بالحرية والحقوق للشعب الليبي.
وبعد مشاركتها ودعمها لثورة فبراير؛ لم تغب “بوقعيقيص” عن الواجهة، بل اختارت المضي قدمًا في مشوارها الذي انتهى قسراً، حيث سجلت حضورًا لافتًا في لجنة الحوار الوطني، إلى جانب نضالها الحقوقي، الذي لم توقفها عنه تهديدات “طيور الظلام”.
وشاع خبر اغتيال “سلوى” مع صورة التقطت لها قبل ساعات وهي تنتخب، بعد أن شجعت الناس على المشاركة في انتخابات مجلس النواب التي وافقت 25 يونيو 2014؛ إيمانًا منها بمبدأ تداول السلطة.
وحتى آخر لحظات حياتها، لم تتخلّ “بوقعيقيص” عن شجاعتها، فقبل ساعات فقط من اغتيالها نشرت عبر حسابها الشخصي بموقع “فيس بوك” صورة لسيارة مسلحة تحمل علمًا أسودَ ترفعه عادة جماعة أنصار الشريعة، كانت تترصدها أمام منزلها.
اليوم، وبعد مرور سبعة أعوام على الجريمة؛ لم يتم الكشف عن المتورطين أو معرفة أسمائهم، ولم يُتّخذ إجراء رسمي لينصف “بوقعيقيص” وبقي مصير زوجها مجهولا، لكنها بقيت تُلاحق قاتليها بذكراها وألم فراقها الذي لم يُفارق الليبيين.