سلوى بوقعيقيص “تُلاحق قَاتليها”
تقرير 218
بحسرة امتزجت خلفياتها بين غياب العدالة وتفشي ثقافة الإفلات من العقاب، تمر على الليبيين ذكرى اغتيال المحامية والحقوقية سلوى بوقعيقيص، أحد أبرز وأشجع الأصوات المُدافعة عن الحريات بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص في ليبيا.
مخالب الغدر اقتنصت سلوى في الـ25 من يونيو 2014 في وضح النهار وسط منزلها في مدينة بنغازي التي كانت وقتها مسرحاً يعج بعمليات الاغتيال والقتل وترهيب المجتمع المدني. حيث هاجم مسلحون منزل الفقيدة وأردوها قتيلة بوابل من الرصاص، وخطفوا زوجها عصام الغرياني عضو المجلس البلدي بنغازي، الذي كان أبرز المرشحين لرئاسة المجلس، وما يزال مصيره مجهولاً حتى لحظة كتابة هذا التقرير.
سلوى برزت كإحدى الشخصيات المهمة منذ ثورة فبراير، بمشاركتها في ائتلاف الثورة، وحضورها المبكر في ساحات بنغازي، مطالبة بالحرية والحقوق للشعب الليبي، ولم تتوقف المحامية عن أداء دورها بعد انتهاء أشهر الثورة، لتتحول إلى دور جديد في لجنة الحوار الوطني، إلى جانب نضالها الحقوقي، الذي لم توقفها عنه التهديدات من طيور الظلام.
شاع خبر اغتيال سلوى مع صورة التقطت لها قبل ساعات وهي تنتخب، بعد أن شجعت الناس على المشاركة في انتخابات مجلس النواب التي وافقت الخامس والعشرين من يونيو 2014، إيماناً منها بمبدأ تداول السلطة.
وحتى آخر لحظات حياتها، لم تتخلّ بوقعيقيص عن شجاعتها، فقبل ساعات فقط من اغتيالها نشرت عبر حسابها الشخصي بموقع “فيسبوك” صورة لسيارة مسلحة تحمل علماً أسودَ ترفعه عادة جماعة أنصار الشريعة، كانت تترصدها أمام منزلها.
اليوم وبعد مرور 6 أعوام على الجريمة، لم يتم الكشف عن المتورطين أو معرفة أسمائهم، ولم يُتّخذ إجراء رسمي لينصف بوقعيقيص وبقي مصير زوجها مجهولا، لكنها بقيت تُلاحق قاتليها بذكراها وألم فراقها الذي لم يُفارق الليبيين.