سلامة يزفّ بشرى لليبيين.. “التدخل تحوّل”
عبدالعزيز محمديين
“التدخل الخارجي” هو المعضلة التي تحول دون اتفاق الليبيين، وطي “الصفحة السوداء” التي عانى الجميع من ويلات سطورها، هذا ما أكده المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، حيث حمل اليوم بُشرى لليبيين مفادها أن حجم هذا التدخل تراجع وهو ما يُشكل فرصة للهروب إلى الأمام سريعا قبل أن يلتف مجددا حولهم ويعيق كل شيء.
غسان شكا منذ بداية توليه منصب المبعوث الأممي إلى ليبيا، من التدخلات الخارجية، ورأى فيها “الصخرة الكبيرة” التي تتحطم عليها كل آمال الليبيين، ولا بد من نسفها لتسير السفينة الليبية إلى بر الأمان، وأكد أن الأمم المتحدة ستضمن استقلال ليبيا من التدخلات الخارجية.
لكن سلامة اعترف أن الأمر يصعب تحقيقه، حيث نقل عنه عضو مجلس النواب صالح افحيمه، بأنه يستطيع منع أي دولة من أن تقوم بدور سياسي في ليبيا، حيث أن الأمر يفوق القدرة على عزل ليبيا عن محيطها وتوجيه بوصلة الليبيين نحو الحل لا غير.
وبالعودة قليلا إلى جلسات الحوار الأخيرة في تونس، ذكرت مصادر أن غسان سلامة لعب دور “العريف” ومنع دخول أي سفير من التدخل في الحوارات، كما رفض التدخلات الدولية الأخرى، لكن اللافت هو ما صرح به عضو مجلس النواب، محمد جديد، لقناة (218)، في ذلك الوقت، بأن المجلس الأعلى للدولة طلب من السفير البريطاني التدخل في الحوار، كنوع من الوساطة وطرح الأفكار.
ما تتحدث به الأطراف الليبية، عن الرفض المطلق لأي تدخل يجعلنا نُصاب بالذهول، لأن التدخل لن يكون إلا برضا الطرفين “الخارجي والداخلي”، أي أن الأطراف الخارجية لا يمكن لها تمرير أجندتها في ليبيا دون وجود “عملاء” يقاتلون للوصول إلى ما تصبو إليه تلك الأطراف، وهنا تكثر الاتهامات ويخرج الجميع “براءة” ويسدل الستار على القضية.
ويرى متابعون للملف الليبي أن غسان سلامة عُرف عنه منذ توليه المنصب “الاتزان والحديث بصراحة مُطلقة” عن مُجريات الأحداث، وبذكره مرارا لمعضلة “التدخل الخارجي”، والليبيون يعرفون أنفسهم أكثر من غيرهم، لا يمكن غض الطرف عن هذا الخطر، ولا بد من حل جذري وصارم، لتصبح ليبيا أمام “فرصة كبيرة” يراها سلامة موجودة بتراجع التدخل، للقفز عن الخلافات وحسم ما يمكن حسمه، وقد تُطوى الصفحة بالكامل.