سلامة: وصول من ألف إلى ألفي مقاتل سوري لليبيا
أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، لوكالة “رويترز”، اليوم السبت، وصول مقاتلين من سوريا إلى ليبيا، وقدّر أعدادهم بين ألف وألفي مقاتل.
بدوره لفت المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان، السبت، أن تركيا تواصل نقل “المرتزقة” إلى ليبيا عبر رحلات جوية وهمية، مبينا أن عدد الواصلين إلى طرابلس بلغ حتى الآن نحو 2100 مرتزق.
وفي تصريح لوكالة “فرانس برس”، قال سلامة إن أحد أبرز أهداف مؤتمر برلين، وقْف كل التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، مبينا أن المؤتمر سيخرج بحزمة بيانات ختامية تتناول فضلاً عن دعم وقف إطلاق النار دعماً لمؤتمر داخلي ليبي يفترض عقده في جنيف نهاية الشهر.
واستبعد سلامة إمكانية أن يتوصل القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر، ورئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، إلى اتفاق خلال المؤتمر، لكنه ذكر أن الألمان يعتبرون حضورهما أمر إيجابي، مبديا اعتقاده بأن مؤتمر برلين لن يشكّل نهاية للانقسامات الدولية.
وقال سلامة، الجمعة، لصحيفة “الشرق الأوسط”، إن البعثة الأممية وضعت خطة أمنية لإخراج المقاتلين الأجانب من ليبيا، مضيفا أن شركات أمنية تعمل لمصلحة أطراف الصراع الليبي.
وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط حالة القوة القاهرة، إثر توقف صادرات الإنتاج من موانئ البريقة وراس لانوف والحريقة والزويتينة والسدرة، حسب قولها.
وسيُسجّل إنتاج النفط الخام خسائر تُقدّر بـ 800 ألف برميل يوميا، بالإضافة إلى خسائر مالية يومية تقدّر بحوالي 55 مليون دولار، بحسب بيان المؤسسة.
وذكر سلامة لـ”رويترز”، أن مؤتمر برلين المرتقب عقده الأحد سيناقش إغلاق موانئ النفط بالمنطقة الشرقية، لتجنب استمراره لفترات طويلة، مؤكداً أنه من الصعب التكهن بموعد إعادة فتح موانئ النفط التي أُغلِقت تدريجيا بداية من الجمعة.
وبين سلامة في مقابلة مع صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية بوقت سابق من السبت، خطط البعثة لما بعد مؤتمر برلين الدولي، ورسالته الأولى التي سيُوجّهها لأطراف القتال والجهات الداعمة لهم في برلين.
وقال سلامة إنه يرى في مؤتمر برلين ممراً نحو استئناف العملية السياسية بعد الهدنة “الهشّة” التي جمّدت العمليات العسكرية بصورة جزئية، مشيرا إلى أنه وجّه وسيُوجّه رسالة واحدة لأطراف القتال والجهات الداعمة لها، تشدد على ضرورة التوقف عن توفير الأسلحة للمقاتلين في ليبيا وعن إرسال المرتزقة إلى هناك، معتبراً أن هذه الانتهاكات أشعلت فتيل الأزمة بقوة في ليبيا.
وحول كواليس التحضيرات لمؤتمر برلين، رأى المبعوث الأممي إلى ليبيا أن الطريق نحو حل شامل يُوقف الصراع الحاد استوجب جمع الأطراف الخارجية التي تتدخّل في النزاع، فضلا عن تلك الفاعلة فيما يخص الملف الليبي، إلى جانب أبرز الأطراف الداخلية، لضمان الخروج بنتائج أكثر فاعلية، والتحقق من مدى التزام الأطراف الداخلية بهذه المخرجات.
وأضاف سلامة: “لقد حددنا مستويين للعمل ضمنهما في برلين، المستوى الخارجي والمستوى الداخلي وكلاهما معقد بشكل لا يُصدق” مشيراً إلى أنه سيطلب بشكل نهائي وقف التدخل السلبي في ليبيا، من أجل دفع عملية الاستقرار.
لكن تركيز البعثة الأممية في المرحلة الحالية لا ينصب فقط على مؤتمر برلين والتعامل مع تعقيدات المصالح الدولية في ليبيا وتشابكها، حيث تحدث سلامة عن عمل موازٍ يتم مع أطراف ليبية لبدء مرحلة أخرى من الحوار السياسي بين الفصائل الليبية في جنيف نهاية يناير الجاري، أي بعد برلين مباشرة.
وأكد المبعوث الأممي أن مسارات الحل بين الليبيين قد حُدِّدَت لدى الأمم المتحدة منذ شهور عبر 3 عمليات جاهزة أولها الاقتصادية والتي بدأت بالفعل حيث التقى خبراء اقتصاديون من غرب وشرق البلاد في تونس بداية يناير الجاري، كما أعلن أنهم بصدد إنشاء مجلس اقتصادي ليبي موحد، دون التطرق لطبيعة صلاحياته أو مهامه.
وربط سلامة إمكانية نجاح المسار الاقتصادي بالمسارين الآخرين لخطة البعثة، ويتمثل أحدهما في الجانب العسكري وضرورة وقف المواجهات، فيما يرتبط الأخير بمسألة الأمن وتفكيك التشكيلات المسلحة، وهو الأمر الذي يُمكن اختصاره في تحقيق التنمية الاقتصادية بوقف الحرب عبر اتفاق سياسي.
ورأى سلامة أنه يجب البدء بإنشاء لجنة “5+5” العسكرية لمناقشة أمر الجيش والشرطة والتشكيلات المسلحة، كما يجب أن تتحول الهدنة إلى وقف حقيقي لإطلاق النار المرتبط بصورة مباشرة مع مقترحات آليات المراقبة وتحديد خطوط الفصل بين الطرفين وتحديد المراقبين.
ومن ثم يأتي دور البعثة الأممية لتمهيد الطريق نحو السلام برعاية العملية السياسية التي قال إنها ستبدأ بالعودة إلى جنيف مع ثلاث مجموعات من 13 ممثلا سياسيا ليبيا.