سلامة لـ(218): “المال الليبي” يتعرض لـ”نهب منظم”.. بمشاركة دول (1-3)
218TV| خاص
مواقف سياسية كثيرة عبّر عنها المبعوث الأممي إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة في مقابلة خاصة أجرتها معه قناة (218)، لتكون أول إطلالة إعلامية لسلامة مع وسيلة إعلام ليبية، إذ قال المبعوث الأممي إن العام 2018 ربما يحمل لليبيين الاقتراب من الحل السياسي، مصارحا الليبيين بأن بلادهم تتعرض لـ”نهب منظم” لـ”مال الدولة”، وأن أطرافاً دولية تُشارِك بعملية النهب التي أشار إليها.
وبحسب سلامة خلال المقابلة فإن الانتخابات لم تتوفر شروط عقدها حتى الآن، وأن التحضير الفني والتقني قد بدأ، لكن ذلك لا يعني أن الانتخابات ستجري غدا، وأن التحضير قد يستغرق أشهراً طويلة، وأن هناك معايير سياسية وأمنية وقانونية، ومتطلبات مثل قوانين للانتخاب، ودستور لم يجر حسمها حتى الآن بحسب سلامة، الذي كشف أيضا بأن رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج حظي بدعم دولي لم يحظ به أي سياسي ليبي.
تاليا النص الكامل للمقابلة الخاصة:
قناة 218 : على غير عادة المبعوثين السابقين، من الأمم المتحدة، حضرتك أتيت بخطة عمل للحل في ليبيا.. هل لنا أن نوضح للمشاهد في ليبيا عن الخطة الأممية؟
غسان سلامة: الخطة الأممية تتكون من شقّين منها المؤقت ومنها الثابت، والليبيون أبلغوني رسالة فور وصولي إلى ليبيا، وهي أنهم لا يريديون الانتقال من مرحلة انتقالية إلى مرحلة انتقالية أخرى، وهم يريدون الانتقال من مرحلة الشكل إلى اليقين، من القلق إلى الطمأنينة، من التحول إلى الثابت. وما يجعل المهمة أصعب أن لا تكون هناك نجاحات سريعة. وما هو مؤقت هو محاولة استخراج حكومة تشكل شبكة أمان للمرحلة القادمة والثابتة، وقد تدوم هذه المرحلة لعام، ولكن من خلال هذا العام من الأفضل أن تكون الحكومة مهتمة بخدمة المواطنين في ليبيا، وخصوصا موضوع السيولة، وترميم المدارس والمستشفيات، ويجب أن تكون مهتمة بإعادة العمالة الأجنبية في المؤسسات العامة. وهذه الحكومة غير موثق لها في الاتفاق السياسي، وحاولنا تعديل الاتفاق السياسي للحصول على هذه الحكومة، والبعض اعتقد أن هدفنا هو تعديل الاتفاق السياسي، ونأمل أن تكون ليبيا في المرحلة القريبة ضمن إطار دستوري ومؤسسات ثابتة ، وأنا أتوقع أننا سنصل خلال الأسابيع المقبلة إلى حكومة واحدة في ليبيا. لأن ليبيا في حاجة إلى إطار مؤقت لتسيير خدمات المواطنين.
ولكن ما هو ثابت، يتمثل في ثلاث نقاط، ونعمل عليها كل يوم، وهي الانتخابات، الدستور، والمصالحة الوطنية الشاملة، وهذه هي الأهداف الثلاثة التي نعمل عليها، وفيما يتعلق بموضوع الدستور، فنحن ننتظر حكم القضاء، لكي ننخرط فيه، والمساعدة، ولكن لكونه ما يزال أمام القضاء، فنحن لا أستطيع أن أُعلّق عليه.
وموضوع الانتخابات، قطعنا شوطا كبيرا “سرنا به سيرا أكيدا”، ولكن للانتخابات شروط، وهذه الشروط ستأخد الكثير من الوقت، ومنها شروط تقنية، ومنها تسجيل الناخبين، والوضع في ليبيا غير طبيعي، ومليون ونصف فقط مسجلين في الانتخابات، ويجب أن يكون مستوى المشاركة الأكبر، لأن المشاركة الأكبر هي من تحدد شرعية الانتخابات. وهناك أيضا شروط أمنية، ولذلك نعمل بهدوء مع عدد من الجماعات المسلحة من كل الأطراف الليبية، لتأمين أفضل وقت مناسب للانتخابات. وهناك أيضا شروط تشريعية، ومنها قانون الانتخابات النيابية، وقانون الانتخابات الرئاسية. وهناك أيضا شروط سياسية، وهذه الشروط في غاية الأهمية، لأن ليبيا بالذات عانت، لأن الناس لم تفهم أن الانتخاب هو تداول سلمي للسلطة، ولذلك نحن نريد أن تكون الانتخابات مناسبة لتوحيد المؤسسات، واستبدال ما هو قائم بشيء ثابت. وكل هذه الشروط ستأخد وقتاً. والبعثة تعمل بكل قوتها، لتأمين هذه الشروط.
أما النقطة الثالثة فهي المصالحة الوطنية، ونحن نعمل عليها يوميا، وألتقيت مع أطراف متخاصمة في الجنوب الليبي، لأجل ترسيخ المصالحة بينها. وفي المجمل عندما نصل إلى مستوى معيّن من المصالحات وقبول الآخر، سندعو إلى ملتقى المصالحة. وما يُصعب عليّ الأمر في هذا الملف يعتبر لوجستيا، وليس سياسيا. وكل الليبيين يرغبون بأن يكون هذا المؤتمر الجامع في الأراضي الليبية.
قناة 218: ما إمكانية تطبيق الخطة الأممية على الأرض، وقبل أسابيع قليلة، كان هناك ملتقى جمع الليبيين، والكثير أعتقد أنه جولة أخرى من جولات الحوار، ونتج عن هذا الملتقى مقترح وتمت الموافقة عليه من قبل البرلمان، واعترض عليه المجلس الأعلى للدولة.. ما هي الخطوات القادمة للبعثة الأممية؟
سلامة: الاجتماع الأخير الذي جمع الليبيين كان اجتماعا مفيدا، لأنه كان الاجتماع الأول الذي طبّق المادة الـ12 من الاتفاق السياسي، والمجلسان اعترفا ببعضهما، واجتمعوا سويا، واتفقوا على عديد من الأمور، ولم يعترض مجلس الدولة إلا على نقطة واحدة، وهي المادة الثانية من المقترح، ولكن المقترح هو مقترح الليبيين وليس مقترح البعثة، وبعدها اختلف البعض في جلسات الحوار على أمور مكتوبة وأخرى غير مكتوبة، لا يُمكن البوح بها، وهي طبعا طموح بعض الأشخاص لاحتلال بعض المواقع.
قناة 218: لماذا لا تبوح بتلك الأمور، من حق الليبيين أن يعرفوها؟
سلامة: لأنني جئت هنا لأقرّب بين الليبيين وليس لأفرّق بينهم، وما يهمني لم يكن تعديل ومن يدخل في المجلس الرئاسي ومن يخرج منه، لأنها أمور ثانوية بالنسبة لي، وما يهمني هو استخراج الحكومة لأجل أن تهتم بأمور الناس، وإن لم تخرج الحكومة من خلال تعديل الاتفاق السياسي، سنعمل على مخرج آخر.
قناة 218: إذا تحدثنا عن المصالحة الوطنية والملتقى الوطني.. ما هو الملتقى الوطني؟
سلامة: الملتقى الوطني هو لقاء يتنادى إليه الليبيون، ويُساعد في لقائهم، ويصلون فيه إلى عدد من الثوابت والمؤشرات التي ستُعطى لسنوات مقبلة للمجالات الأكثر حساسية، ومنها أي نوع من المجال الاقتصادي، وأي نوع من الحكم المحلي، وأي نوع من النظام الدستوري، أي نوع من العمل بين الأجيال، بمعنى أوضح المصالحة بين الحقب الثلاث، الحقبة الملكية والقذافية والفبرايرية الثورية.
قناة 218: كيف سيتم اختيار الحاضرين في هذا الملتقى؟
سلامة: سيتنادى الليبيون فيما بينهم، ونحن سنضع عددا كبيرا من الأسماء على الطاولة، وسيتنادى الليبيون لاختيار بعضهم البعض. وبالمناسبة المؤتمر بدأ، لأن جلوسي مع الليبيين من المنطقة الجنوبية، كان جلسة تمهيدية لهذا المؤتمر، وعندما ذهبت إلى غريان مند أسبوع، كانت زيارة تمهيدية للملتقى، المؤتمر الجامع. والملتقى الشامل ليس لحظة، بل يسبقه عمل تمهيدي، ويتبعه تلاقٍ واسع، وأطمح أن يُعقد في ليبيا، بعد انتهاء مرحلة الشتاء.
قناة 218: هل هناك إمكانية لعقد هذا الملتقى قبل شهر فبراير القادم؟
سلامة: أشك في ذلك، خصوصا بعد إلحاح الليبيين على عقده داخل ليبيا، ولو كان خارج ليبيا، يُمكن عقده في أحد مقرات الأمم المتحدة في الخارج، ولكنني لازلت عند رغبة الليبيين في البحث عن مكان داخل ليبيا.
قناة 218: هل تعتقد أن هذا منطقي أكثر ؟ أن الملتقى يجب أن يكون في ليبيا؟
سلامة: بالتأكيد يجب أن يكون في ليبيا، وأنا أعطي الحق لليبيين، لأن انعقاده في ليبيا له مغزى جوهري.
قناة 218: هل لازلت مقتنعا بفكرة الانتخابات في ظل الظروف الأمنية والاجتماعية والاقتصادية.. وهل تعتقد أن الليبيين مستعدون لخوض الانتخابات؟
سلامة: سأكون صريحا في هذا، هناك مطالبة بذلك، المشير خليفة حفتر يُقرّ للانتخابات، رئيس البرلمان عقيلة صالح خصّص خطابه في 17 ديسمبر لموضوع الانتخابات، وفائز السراج مبادرته في شهر مارس الماضي كانت بخصوص الانتخابات، وأنا حينما ذهبت أسمع بمطالبة بالانتخابات، وأعتقد أن هناك توافقا بين الليبيين على هذا الموضوع، وهو ما يضع مسؤولية أكبر على كتفي، لأنني يجب أن أعمل أن تكون هذه الانتخابات ذات صدقية، وماذا يعني هذا..؟ هناك خلط في ليبيا بين ما هو قانوني وبين ما هو شرعي، والمشروعية أمر لا يحدد بقانون، وغير ملموس، وتتم الشرعية من خلال ثلاثة أمور، إما لأن الشخص له أصول، ويُقال أن له أصل وفصل، أو بسبب التمثيل، أو بسبب الإنجاز، لأنه قدّم لهذه البلاد، وهذه المصادر الشرعية ضعيفة في ليبيا، ولذا علينا قبل أن نذهب إلى الانتخابات، أن نرفع من مستوى الشرعية. وهذا لا يتم إلا بكسر القاعدة القائلة، ترك ثلث الليبيين يختارون للثلثين الآخرين. وهذا أمر غير غير طبيعي، ولذا أدعوا الليبيين للتسجيل بسرعة في لوائح الانتخابات، وعدم قبلوهم بمن يمثلهم بمائتي صوت أو ثلاثمائة صوت كما حدث في المرات السابقة، يجب أن يقرروا مستقبلهم بأيديهم، والطريقة الوحيدة أن يتجهوا إلى تسجيل انفسهم في لوائح الانتخابات. وأن يشاركوا فيها.