سلامة: قريبون من التوافق.. وهذا شرط إجراء الانتخابات
قال مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، الخميس، أن خطة العمل حققت تقدما ملحوظا خلال الشهرين الماضيين، حيث تم إحراز تقدم كبير في اجتماعات لجنة الصياغة المشتركة، مضيفا أنه ما تزال هناك نقاط قليلة عالقة وواثقون أننا قريبون من التوافق.
وكشف سلامة، في إحاطة أمام مجلس الأمن حول ليبيا، أن البعثة تدرس إمكانية عقد الملتقى الوطني “المؤتمر الجامع”، داخل ليبيا في فبراير 2018. وهذا سيعطي الليبيين الفرصة للالتقاء معا وتجديد السرد الوطني المشترك والاتفاق على الخطوات اللازمة من أجل إنهاء العملية الانتقالية.
وتابع المبعوث الأممي بأن العمل جار أيضا على أجزاء أخرى من خطة العمل، والتحضير للانتخابات، والتواصل مع الجهات الأمنية الفاعلة، مع التحرك في جميع المحاور، موضحا أن الانتخابات يجب أن تجرى عند التأكد من أنها لن تؤدي إلى الإتيان ببرلمان ثالث أو حكومة رابعة، لذلك تعمل الأمم المتحدة على تأمين الظروف السياسية والتقنية المناسبة لإجراء الانتخابات.
وأكد سلامة أن الأمم المتحدة تكثّف التواصل مع الجماعات المسلحة وتطوير استراتيجية لإعادة إدماجهم التدريجي في الحياة المدنية. وتتواصل أيضاً مع القادة العسكريين بشأن تحديد شكل مؤسسات الدفاع.
وقال سلامة إن “النسيج الوطني في ليبيا إنهار وحل محله فيض من الاجندات الفردية المتنافسة. إعادة مأسسة هذا النسيج أمر أساسي إذ لا يمكن من دونه تشكيل مؤسسات فاعلة وإعادة بناء الدولة”.
وبشأن الانفلات الأمني أكد المبعوث الأممي أنه ما يزال يسود في ظل تزايد الجرائم الشنيعة. وقال “لا يمكنني أن أتقبل تجاهل الدعوات المطالبة بإحقاق العدالة.إذا لم يتمكن الليبيون وحدهم من مكافحة ظاهرة إفلات المسؤولين عن جرائم الحرب من العقاب، فقد حان الوقت للمجتمع الدولي للنظر في وضع آليات لمساعدتهم”.
وتطرق سلامة إلى الوضع الاقتصادي لليبيا، ورأى أن الاقتصاد القائم على السلب بات يشكّل السياسة بشكل كبير. وبين أن “اقتصاد الظل آخذ في الانتعاش ومليارات الدولارات تضيع سنوياً عبر تحويلات مالية غير مشروعة. وتخسر البلاد مئات الملايين من الدولارات شهرياً جراء تهريب الوقود المدعوم لدول أجنبية”.
وعن الأصول الليبية في الخارج، أوضح سلامة أن تجميدها أمر، وسوء إدارتها أمر آخر. لذلك علينا أن نعيد النظر في كيفية إدارة ثروات ليبيا واستثماراتها في الخارج للحيلولة دون إهدارها وتضييعها على الأجيال القادمة. مئات الملايين تضيع بصمت بسبب سوء الإدارة”.