سلامة: طرابلس بقبضة المجموعات المسلحة
قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غسان سلامة، إن أحداث طرابلس الأخيرة تعكس حقيقة أن الأمن لا يمكن أن يظل في قبضة المجموعات المسلحة، بل يجب أن يكون في يد الدولة.
وأضاف سلامة في إحاطة قدمها من طرابلس إلى مجلس حقوق الإنسان، الأربعاء، أن سيطرة المجموعات المسلحة لا تقتصر على العاصمة غير أنه المثال الأكثر وضوحا، حيث نرى الأضرار في جميع أنحاء البلاد ونرى في الكثير من الأحيان ممارسات غير إنسانية ترتكبها المجموعات المسلحة.
وأكد أن مجموعات مسلحة مؤيدة لحكومة الوفاق والجيش الوطني تقوم بانتهاكات جسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني ويتم استخدام المرتزقة الأجانب بالأخص في جنوب البلاد.
وأشار سلامة إلى أن المجموعات المسلحة في ليبيا تعيش بمناخ يسوده الإفلات من العقاب وتقوم بدور إنفاذ القانون ويشمل ذلك صلاحيات توقيف المشتبه بهم واحتجا زهم واستجوابهم، حيث احتجزوا آلاف الرجال وهاجموا مسؤولين في السلطة القضائية واعتدوا على النساء والأطفال بشكل تعسفي ولفترات طويلة، وقاموا بنقل المحتجزين من مكان إلى آخر حسب أهوائهم، وارتكبوا أعمال التعذيب وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان.
وقال إنه ومنذ اندلاع الاشتباكات المسلحة في طرابلس بـ26 أغسطس قتل 120 شخصا وأصيب 400 آخرون، فيما حاولت آلاف العائلات المقيمة في المناطق المتأثرة بالنزاع الفرار إلى مناطق آمنة، وغرقت المدينة في الظلام وشحت المياه. وكانت مخيمات النازحين عرضة لنيران المتقاتلين فيها.
وأضاف سلامة أن هناك منازل تعرضت للنهب، كما نفّذت المجموعات المسلحة عمليات اختطاف ضد مدنيين. ولحقت بالمنشآت الحيوية أضرارا فادحة بما في ذلك المنشآت النفطية.
وأكد أن الترتيبات السابقة في طرابلس لم تفلح في التوصل إلى أمن حقيقي، بل أدت فقط إلى انعدام الاستقرار، وذكر أنه “لا يمكننا استبدال مجموعة مسلحة بمجموعة مسلحة أخرى، كما أننا لا يمكن أن نسمح بوقوع انقلاب ضد الحكومة”.
وبين سلامة أن البعثة الأممية دفعت باتجاه اتخاذ خطوات ملموسة ومتوازنة لبناء المؤسسات الأمنية في الدولة وفق إطار زمني موثوق. وحثت السلطات الليبية على مراجعة الترتيبات الأمنية في طرابلس لتغيير هذا الوضع الراهن غير المحتمل وغير القابل للاستمرار.