سفيان هويدي.. ليبي من بائع ليمون إلى “آبل”
غطى الشاب الليبي سفيان هويدي باجتهاده وتمسّكه بطموحه على كافة أخبار الأزمات التي أصبحت روتيناً ليبياً يومياً بامتياز، وذلك بإعلانه عن قصة اجتهاده التي انتهت بانضمامه إلى عائلة “آبل” العالمية التي تُعتبر من شركات الصف الأول بمجال التكنولوجيا حول العالم.
هويدي الذي شقّ طريقه من مزارع الليمون إلى أحد متاجر شركة آبل الأمريكية، لم يُخفِ عن الليبيين المراحل التي مر بها في حياته، قبل أن يخطو الخطوة الأولى نحو طموحه، بداية من عمله بمزرعة ليمون يمتلكها والده واعتقاده لحظتها بأن أعظم إنجاز له هو بيع عصير الليمون بسعر يزيد عن سعر ذات الليمون وهو دون عصر، ومن ثم إلى محل احتياجات سيارات ليُصبح أكبر الإنجازات في عينيه حينها، هو معرفة طلب الزبائن دون الحاجة للرجوع إلى صاحب المحل.
وكان لـ”طرح الأحمال” نصيب من قصة سفيان الذي عمل بعد الثورة لفترة وجيزة في بيع الشموع التي وصفها –على سبيل الفُكافة- بـ”فترة استغلال الفرص”، وتماشياً مع مراحل تطور الأوضاع في ليبيا، وبروز منظمات المجتمع المدني ومؤسسات العمل التطوعي بعد سنوات قليلة من الثورة، وجد هويدي نفسه بين الشباب المُشاركين في الحملات التطوعية لمُساعدة النازحين.
وبدأ سفيان فصلاً جديداً من قصته خارج ليبيا بعدما تحصل على فرصة للدراسة خارجها، وانتقل إلى بريطانيا، ومنها تقدّم للحصول على منحة في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد محاولتين رُفض فيهما من قبل الجامعة، تحصّل على القبول لينتقل منتصف أغسطس من عام 2015 إلى هناك، ويبدأ مشواره الدراسي بجامعة Fisher College في ولاية بوسطن، تحديداً بمجال التسويق الإلكتروني.
وتحدث سفيان هويدي لـ218 عن شغفه بعمل شركة آبل الأمريكية، ومُتابعته المُستمرة لجديدها، واهتمامه بالبحث عن طبيعة بيئة العمل داخل عملاقة التكنولوجيا وتطلّعه لأن يكون أحد أفراد “الجيش التقني” الذي يُقدّم للعالم بأسره باقة من أقوى الأجهزة الرقمية على مستوى العالم، لافتاً إلى أنه تقدّم بطلب التوظيف قبل أن يُكمل دراسته الجامعية، وخضع للعديد من المُقابلات والاختبارات مع قسم التوظيف لفترة طويلة قبل أن يُقبل رسمياً، وتحدث سفيان عن بيئة العمل داخل الشركة التي التحق بها مُؤخراً ووصفها بأنها “تتحدّى موظفيها” يومياً بأكثر من جانب.
وتقدّم هويدي بنصيحة لأقرانه من الشباب في ليبيا قائلا: “النوم والكسل واعتقادك أنه كل شي حايدير رجلين ويجي لعندك هوا السبب الرئيسي للفشل”.