سعيّد يعود لـ”رسائل الخلفاء”.. بمخاطبة السياسيين
218TV|خاص
توقف تونسيون مطولا بعد ظهر أمس الجمعة بعد الكشف عن الرسالة الرئاسية التي تضمنت تكليف الحبيب الجملي لتشكيل حكومة تونسية جديدة بعد استقالة حكومة يوسف الشاهد، إذ عنون الرئيس التونسي قيس سعيّد رسالته إلى الجملي بعبارة كانت ذائعة الصيت في سنوات الخلفاء الراشدين إذ جاء في مطلع كتاب التكليف الرئاسي عبارة “من رئيس الجمهورية إلى الحبيب الجملي”، وهي عبارة أثارت الاستغراب بين التونسيين، عدا عن نوع الخط المستخدم في كتابة الرسالة الرئاسية، وهو خط يشبه الخطوط ذاتها التي كانت تُكْتَب فيها رسائل القادة المسلمين أيام الغزوات والفتوحات لقادة الجيوش والولاة.
وليس معروفا في الداخل التونسي الأسباب التي تدفع الرئيس سعيّد إلى هذا النوع من “الانقلاب البروتوكولي” في شكل ومضمون كتابة الرسائل والكتب الصادرة عن رئاسة الجمهورية، وما إذا كانت هذه الانقلابات الشكلية ستمتد إلى نواحي أخرى من عمل إدارات قصر قرطاج أم لا، إذ يُظْهِر الرئيس التونسي الذي انتخب بنسبة كبيرة قبل نحو شهرين “سلوكاً رئاسياً مختلفاً”، إذ أبعد نفسه عن “الشبهات السياسية”، مثلما أظهر بكثافة مشاهد ولقطات أبرز فيها “تواضعه وزهده”، فيما كان أن طلب من زوجته تقديم طلب إجازة بلا أجر طيلة السنوات الخمس التي ستقضيها بمعيته في القصر الرئاسي.
ولم يُظْهِر سعيّد حتى اللحظة أي “مواقف سياسية” يمكنها أن تُعرّضه للاصطدام بقوى سياسية وحزبية في الداخل التونسي، بل ينتهج أداءً معتدلاً، ويحاول إدارة توازنات سياسية حادة ودقيقة بين أطراف سياسية تونسية بعد النتائج التي حازتها الأحزاب في الانتخابات البرلمانية التي جرت الشهر الماضي، وأعطت “تركيبة سياسية” يمكن اعتبار أنه “لا غالب ولا مغلوب” فيها، فيما آلت رئاسة البرلمان لرئيس حزب النهضة -النسخة التونسية من جماعة الأخوان المسلمين- راشد الغنوشي، فيما الجملي هو أيضا مرشح أخوان تونس.