سطر جديد في جرائم تسيّب المسؤولين الليبيين
شيعت مدينة البيضاء طفلة تبلغ من العمر 11 عاما إثر حروق خطيرة أصيبت بها نتيجة لنشوب حريق في منزل العائلة التي قامت باستخدام الفحم في التدفئة بسبب انقطاعات الكهرباء لمدد طويلة ونقص الغاز والكيروسين في المدينة.
ولعل هذه الفاجعة التي آلمت سكان المدينة الذين استيقظوا صباحا على وقع هذه الكارثة تكشف أوجه القصور الكثيرة التي يعاني منها المواطن الليبي، حيث إن الطفلة (ش.م.أ) والتي أصيبت بحروق بليغة قد تمكن الجيران من إخراجها على قيد الحياة ولكن قلة الإمكانيات وسوء التجهيزات مع انعدام وجود قسم للحروق في المستشفى الحكومي الوحيد في البيضاء وانعدام توفر سيارات الإسعاف جعل الأهل يقومون بتأجير سيارة إسعاف على نفقتهم الخاصىة لينقلوا ابنتهم إلى مستشفيات بنغازي، ولكن جسمها المنهك لم يحتمل معاناة السفر ومصاعب الطريق لتلفظ أنفاسها الأخيرة تاركة الدنيا ومتاعها للمسؤولين في حكومات ليبيا المختلفة المتخالفة، لتضيف بذلك سطرا جديدا في جرائم التسيب والإهمال والتنصل من المسؤولية التي باتت قاعدة للمسؤولين في ظل غياب المحاسبة والعقاب للمقصرين.
ويعاني سكان مدينة البيضاء التي تعد من أعلى مدن ليبيا حيث تتربع على ارتفاع يربو من 623 مترا فوق مستوى سطح البحر، من انخفاض شديد في درجات الحرارة وتساقط للثلوج في بعض الأيام التي تتزامن مع الانقطاعات المتكررة للكهرباء ونقص شديد في الكيروسين المخصص للتدفئة وغاز الطهي، وعلى الرغم من كون هذه المشكلات معروفة ومحددة وحلولها بسيطة إلا أن المواطنين يعانون منها كل عام دون أن يتحرك المسؤولون لوضع حلول جذرية للأزمات الدائمة.
يشار إلى أن هذه الحوادث متكررة كل عام وكان آخرها وفاة سيدة وثلاثة أطفال لها نتيجة حريق شب في منزلهم في فبراير الماضي .