سالفيني يتربّص بـ”صوفيا”.. والمصالح تتدخل
تقرير | 218
لم تتخذ الحكومة المنقسمة في روما موقفا نهائيا، لكن يبدو أن وزير الداخلية ماتيو سالفيني، الذي ترتفع شعبيته مع كل قرار ضد المهاجرين، مصمم على إيقاف عملية صوفيا أثناء محاولة تجديد تفويضها في 31 مارس الجاري.
ونقلت صحيفة “بوليتيكو” الأميركية عن مصادر مطلعة قولها إن العملية تواجه بشكل جدي إيقاف أعمالها مع إصرار إيطاليا التي تملك السلطة لإجبار الأسطول الأوروبي الصغير على الخروج من المياه الإقليمية وهو ما اعتبرته المصادر وسيلة لسالفيني لإهانة الاتحاد الأوروبي قبل أقل من شهرين من الانتخابات البرلمانية والأوروبية التي من المتوقع أن يحقق حزبه اليميني المتطرف فيها مكاسب كبيرة.
وقال سالفيني الذي اعتمد في إصراره على النتائج التي حققتها سياسته المتشددة تجاه المهاجرين في تصريح سابق، إن عملية صوفيا التي تهدف لمحاربة مهربي البشر انتهت بنقل 45 ألف مهاجر إلى إيطاليا.
إلا أن مصالح أخرى داخل حكومة سالفيني قد تُحبِط إصراره، فوزارة الدفاع والبحرية تسعى للحفاظ على العملية لأنها بقيادة أوروبية ما يتيح لروما مكانة وقوة في المناقشات الدفاعية الأوروبية ومبررا للإنفاق على الأسطول، أما وزارة الخارجية فتسعى للمحافظة على مقعد في السلطة الأوروبية العليا عندما تتعاون مع الحكومة مع الصين .
وتواجه إيطاليا تحديات عدة حول مصير عملية صوفيا وسط منافسة شرسة مع فرنسا على النفوذ في ليبيا وفي الاتحاد الاوروبي يضع إيطاليا في دوامة الاختيار بين سحب مهمة الاتحاد الأوروبي من أجل خلق أعداء على الصعيد السياسي الأوروبي أو ترك “صوفيا” في البحر المتوسط إلى ما بعد انتخابات البرلمان الأوروبي وجعلها جزءًا من مفاوضات أوسع حول سياسة اللجوء والهجرة.