“زوما” يواجه لحظة حاسمة في التصويت على سحب الثقة منه
رويترز – تعهد نواب حزب المؤتمر الوطني الحاكم في جنوب أفريقيا اليوم الثلاثاء بدعم الرئيس جاكوب زوما في جولة تصويت على سحب الثقة منه في البرلمان في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء في خطوة من شأنها أن تحبط مساعي المعارضة لإجباره على التنحي عن منصبه.
وبذل زوما، الذي يتولى السلطة منذ عام 2009، مساعي حثيثة لتفنيد الاتهامات التي وجهتها له المعارضة بالفساد وسوء إدارة الاقتصاد. وفي حال سارت الأمور في التصويت لغير صالحه سيكون عليه التنازل عن السلطة.
ويشغل النواب التابعون لحزب المؤتمر الوطني 249 مقعدا برلمانيا من أصل 400 في حين تسيطر المعارضة على 151 مقعدا مما يتطلب دعم 50 من نواب الحزب الحاكم للمعارضة من أجل الإطاحة بزوما وحكومته.
ويشهد الحزب الذي يحكم البلاد منذ إنهاء نظام الفصل العنصري عام 1994 انقسامات عنيقة في صفوفه ووجه عدد من نوابه انتقادات علنية لزوما.
لكن جاكسون مثمبو رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الوطني أكد في اجتماع اليوم الثلاثاء قبيل حلول موعد الجلسة البرلمانية أن الحزب متمسك بدعم زوما.
ووصف زوما، الذي حضر الاجتماع، بأنه كان هادئا ومرحا.
وفي المقابل قطع المتظاهرون الشوارع بالإطارات المحترقة والحجارة تعبيرا عن معارضتهم لاستمرار زوما في الحكم قبيل حلول موعد التصويت.
وقال رئيس حزب التحالف الديمقراطي المعارض الذي طرح مشروع سحب الثقة على البرلمان في بيان يحث فيه النواب على التصويت على الإطاحة بالرئيس أن “جاكوب زوما تسبب في تركيع شعبنا”.
أطيحوا بزوما
في مقاطعة جوتنج حيث تقع جوهانسبرج المركز التجاري للبلاد والعاصمة بريتوريا قطع المتظاهرون الطرق الرئيسية بالإطارات المشتعلة والصخور.
ونظم مؤيدون لزوما تجمعا في كيب تاون، حيث يقع البرلمان لدعمه ورفعوا لافتات كتب عليها “يجب أن يبقى زوما”.
وخططت أحزاب المعارضة لمسيرة احتجاجية في كيب تاون للضغط باتجاه الإطاحة بزوما.
وتنتهي فترة رئاسة زوما عام 2019 عندما يحل موعد الانتخابات العامة.
ونجح زوما في التغلب على ثماني جولات من التصويت لسحب الثقة منه خلال ثمانية أعوام من توليه السلطة بفضل التصويت الملتزم من نواب حزب المؤتمر الذين يشكلون أغلبية قوية في البرلمان. لكن جولات التصويت السابقة جميعا لم تكن سرية.
وقال مثمبو في بيان إن “هذا المشروع كما المشاريع السابقة سيهزم”.
وقال بيتر أتار مونتالتو المحلل في شركة نومورا للاستثمارات المصرفية إن قرار التصويت السري على مشروع القانون شكل مفاجأة لكنه توقع أن يتخطاه زوما بنجاح.
وأضاف “ما زلنا نتوقع فشل التصويت لكننا نقدر له نسبة نجاح تبلغ 30 في المئة”.
وفي حال نجح مشروع القانون في المرور عبر المجلس سيتم عزل زوما من منصبه كرئيس للجمهورية لكنه سيبقى زعيما لحزب المؤتمر الوطني حتى ديسمبر كانون الأول على أن يتولى رئيس مجلس النواب صلاحيات الرئاسة إلى حين انتخاب الجمعية الوطنية زعيما جديدا في غضون 30 يوما.
ويتعين على حزب المؤتمر الوطني كونه الحزب الأكبر في البرلمان أن يختار الرئيس الجديد والحكومة.