“زهرة الخير” عاشقة الموروث رغم الظلم
218 | خاص
الأستاذة زهرة عمر الخير التي أبصرت النور في مدينة هون سنة 1944، من رائدات رسالة تعليم المرأة في مدينة هون ومن السباقات الليبيات في الإهتمام بالفلكلور الشعبي والموروث الوطني، حملت على عاتقها مهنة التدريس السامية في سن مبكرة سنة 1959 فهي من الرعيل الأول لمعلمات المدينة وتعد من أوائل معلمات ليبيا .
يعرفها أهل هون بـ “الأبلة زهرة”، وهي زوجة الفنان الراحل الكبير عمر مسعود رائد الأغنية والموسيقى الليبية في منطقتي الوسط والجنوب وقد دخل مجال الفن في نهاية الأربعينيات، وكانت زهرة سندا له في مشواره بيمنا كان هو داعما لها في مسيرتها العملية وفي رعاية موهبتها في جمع الموروث.
لم تكتف زهرة بالتعليم، بل انخرطت في العمل التطوعي منذ عقود، وتبنت جمع الموروث الشعبي المادي وتعتبر رائدة في عرض التراث التقليدي في المدينة وعلى مستوى ليبيا .
شاركت في أغلب المحافل الليبية التي تكرس الموروث القديم، ولم تغب بمعارضها الأثيرة عن كل دورات مهرجان الخريف السنوي بهون وعلى مدى أكثر من عشرين عاما.
تلملم الأستاذة زهرة اليوم كل قرائن تكريمها الذي تستحق، كخير وثيقة لسطوع نجمها في مضمار العمل الأهلي والتطوعي.
وبعد كفاح طويل تحصلت في آخر السنوات على مقر دائم لمعرضها المهم، ولكن السلطات المسؤولة أخطرتها بالإخلاء بحجة إرجاع المبنى ككل في وسط مدينة هون إلى الضمان الاجتماعي كدار رعاية بعد أربعين عاماً من استغلال العديد من المؤسسات الثقافية للمكان بمباركة أهل المدينة ونخبها، فشغل المكان مقرات لفرقة مسرح هون للتمثيل وفرقة هون للموسيقى ومنتدى الفنان عمر مسعود والمركز الثقافي هون، وبعد ثورة فبراير ضم أيضاً دار الثقافة الحرة وجمعية سنابل الخير النسائية وفريق هون ميديا.
زهرة اليوم في غاية الحزن لقرار السلطات رغم أن مدينة هون من أكثر مدن ليبيا التي بنت فيها الدولة الصروح الحديثة التي بالإمكان تخصيص أحداها للضمان.