زعيم قدامى المحاربين: الحزب الحاكم في زيمبابوي سيقيل موغابي
قال زعيم قدامى محاربي حرب التحرير كريس موتسفانجوا إن حزب الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي/الجبهة الوطنية الحاكم سيقيل الرئيس روبرت موغابي من زعامة الحزب في اجتماع خاص للجنة المركزية اليوم الأحد مما سيجرد موغابي من أحد أخر معاقل سلطته.
وأضاف لرويترز أثناء توجهه إلى الاجتماع الاستثنائي للجنة المركزية للحزب أن الوقت ينفد أمام موجابي للتفاوض على رحيله وأن عليه مغادرة البلاد وهو لا يزال قادرا على ذلك.
وقال موتسفانجوا “سنسير في الطريق حتى النهاية… إنه يحاول المساومة للحصول على خروج كريم”.
وهدد موتسفانجوا بحشد الجماهير ضد موغابي إذا رفض الرحيل عن السلطة.
وأضاف موتسفانجوا، الذي تزعم حملة على مدى 18 شهرا مضت لإقالة الحاكم الوحيد الذي عرفته البلاد على مدى 37 عاما، أن الاجتماع سيعيد نائب الرئيس المعزول إمرسون منانغاغوا كما سيقيل جريس زوجة موغابي من قيادة الرابطة النسائية بالحزب.
ويعتقد أن منانغاغوا، كبير مسؤولي الأمن السابق الملقب بالتمساح والذي أدت إقالته هذا الشهر إلى تدخل الجيش، هو الشخصية المرشحة لتولي حكومة وحدة وطنية في الفترة التي تلي الإطاحة بموغابي وستركز على إعادة بناء علاقات البلاد بالعالم الخارجي وإعادة الاستقرار الاقتصادي.
وقال التلفزيون الرسمي في وقت متأخر من مساء الجمعة نقلا عن قس كاثوليكي يتوسط في المفاوضات مع الرئيس إن موغابي سيجتمع بقادة الجيش اليوم الأحد. ويقاوم موغابي حتى الآن الضغوط المفروضة عليه للتنحي منذ استيلاء الجيش على السلطة قبل أربعة أيام.
ويوم السبت تدفق مئات الآلاف على شوارع العاصمة هاراري وهم يلوحون بالأعلام ويرقصون وعانقوا الجنود وغنوا ابتهاجا بسقوط موغابي المتوقع.
ومن المرجح أن يحدث سقوط موغابي موجات صدمة في مختلف أنحاء أفريقيا التي يوجد بها عدد من الزعماء الأقوياء، من يوويري موسيفيني رئيس أوغندا إلى جوزيف كابيلا رئيس جمهورية الكونجو الديمقراطية، الذين يواجهون ضغوطا متزايدة من أجل التخلي عن السلطة.
تبخر التأييد
في مشاهد تعيد إلى الأذهان مشاهد سقوط دكتاتور رومانيا نيكولاي تشاوشيسكو عام 1989، جرى رجال ونساء وأطفال بجانب العربات المدرعة والقوات التي تدخلت الأسبوع الماضي للإطاحة بالرجل الذي حكم زيمبابوي منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1980.
وموغابي قيد الإقامة الجبرية في مجمعه الفاخر في هاراري المعروف باسم (البيت الأزرق) ورفض الرجل التخلي عن السلطة حتى وهو يرى تأييد حزبه والأجهزة الأمنية والشعب يتبخر في أقل من ثلاثة أيام.
وقال باتريك زواو ابن شقيقة موجابي لرويترز إن الرئيس وزوجته جريس “مستعدان للموت من أجل ما هو صحيح” ولا يعتزمان التنحي لإضفاء الشرعية على ما وصفه بانقلاب عسكري في البلاد.
لكن في شوارع هاراري، بدا أن قليلين يهتمون بالضمانات القانونية إذ كانوا يبشرون بتحرير ثان للمستعمرة البريطانية السابقة وتحدثوا عن أحلامهم في التغيير السياسي والاقتصادي بعد عقدين من القمع والصعاب.
وقال فرانك موتسينديكوا (34 عاما) لرويترز وهو يلوح بعلم زيمبابوي “هذه دموع الفرحة… انتظرت طول عمري هذا اليوم. أحرار أخيرا. نحن أحرار أخيرا”.
وحتى الآن أعطت الحشود في هاراري صبغة ديمقراطية لتدخل الجيش إذ أيدت تأكيده على أنه ينفذ انتقالا دستوريا للسلطة فحسب مما يساعد على تجنب الآثار الدبلوماسية العكسية والانتقادات التي تتبع في العادة أي انقلاب.
وعلى الرغم من تلك السعادة السائدة في البلاد بالفكرة يشعر معارضون لموجابي بالقلق من الدور البارز الذي يلعبه الجيش في المشهد ويخشون من أن البلاد تستبدل طاغية بآخر بدلا من أن تسمح للشعب باختيار قائده المقبل.
وقالت الولايات المتحدة، التي طالما انتقدت موجابي، إنها تتطلع إلى “عهد جديد” في زيمبابوي وقال رئيس بوتسوانا المجاورة إيان خاما إن موغابي لا يتمتع بدعم دبلوماسي في المنطقة وعليه الاستقالة فورا.
عن: (رويترز)