زعماء “الناتو” يتفقون على مشروع دفاعي مشترك وأجندة العقد القادم
تقرير 218
بعد أن نزعوا أقنعتهم، ووقفوا على مسافة تباعد اجتماعي كبيرة؛ استهلّ زعماء حلف شمال الأطلسي “الناتو” قمتهم في العاصمة البلجيكية، بروكسل، بالتقاط صورة “عائلية” مشتركة، ليبدؤوا، بعدها، في مناقشة جدول الأعمال الذي تضمن الكثير من الملفات الشائكة، والقضايا العالقة، وجملةً من التحديات التي تُواجه دول الحلف إقليميا وعالميا، خلصوا، في نهايتها، إلى الاتفاق على مشروع دفاعي جديد، والتوافق على أجندة للحلف بحلول عام 2030.
الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ؛ ركز، في خطابه، على ضرورة مواجهة التحديات التي تفرضها الصين وروسيا، ووصف في تصريحات للصحفيين عقب انتهاء القمة، المشروع الدفاعي الجديد الذي اتفق عليه القادة بالمبتكر.
وأضاف أنه يتضمن العمل مع الشركات الناشئة والجامعات، فضلاً عن إنشاء صندوق جديد للابتكار داخل الحلف عن طريق الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة.
وأشار إلى أن وزراء دفاع الدول الأعضاء سيعقدون في قادم الأيام اجتماعات للاتفاق على كيفية تنفيذ الخطة الجديدة، خاصةً من ناحية ميزانية الإنفاق الدفاعي، والاستعداد للمخاطر المرتبطة لكلٍّ من روسيا والصين.
“ستولتنبرغ”؛ شدّد أيضًا على ضرورة تكاتف جهود أعضاء الحلف، وتنحية الخلافات والانقسامات؛ من أجل التركيز على التحديات الأمنية التي تواجههم، محذرا من توسيع الصين ترسانتها النووية بشكل سريع، واقترابها من الحلف في المجال السيبراني، وأطماعها التوسعية الأخرى في أفريقيا والمحيط المتجمد الشمالي.
وقد حملت لقاءات الرئيس الأمريكي جو بايدن مع قادة دول أوروبا الشرقية، مثل رومانيا وبلغاريا ولتوانيا وإستونيا، وكلهم جيران لروسيا، رسائل طمأنةٍ، إذ تعهّد خلالها؛ بتعزيز قدراتها الأمنية في مواجهة التحديات الروسية.
التغير المناخي؛ كان حاضرًا في مناقشات زعماء الحلف أيضًا، وكان اللافت اتفاقهم جميعا على التطرق للتأثير الأمني للتغير المناخي، عبر تقييمات دورية لوقع التغيرات المناخية على العمليات العسكرية لـ”الناتو”، ومنشآته وبعثاته، مع الأخذ بالاعتبار دمج التغير المناخي في مناورات الحلف، ومشترياته، وعمله الدفاعي، بصفةٍ عامةٍ.
وفي تأكيد لأهمية الحلف؛ نوّه “بايدن” بضرورة وجوده لحماية المصالح الأمريكية، مضيفًا أنه لو لم يكن موجودًا؛ لكان ينبغي إيجاده.