روسيا وإيران تُقدّمان “تغطية سياسية” لـ”هجوم إدلب”
218TV|خاص
في “تزامن لافت” اليوم الإثنين أطلق وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف من العاصمة السورية دمشق التي يزورها بعد أيام قليلة من زيارة وزير الدفاع الجنرال أمير حاتمي ما يمكن اعتباره “تغطية سياسية” لهجوم عسكري كبير ينوي نظام الرئيس السوري بشار الأسد شنّه ضد مدينة إدلب لاستعادتها من أيدي مقاتلين في تنظيمات للمعارضة السورية، وأخرى “متطرفة ومتشددة”، والتي باتت آخر المدن الكبرى التي فقد نظام دمشق السيطرة عليها، إذ لم تتحدد “ساعة الصفر السورية”، لكن أوساط سياسية وإعلامية موالية لدمشق تقول إن “التمهيد الناري” له بدأ فعلياً.
وفي موازاة “التغطية السياسية” التي أمّنتها طهران فإنه كان لافتا أن يطل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “من دون مناسبة” من العاصمة الروسية موسكو ليقول إن الحكومة السورية “تملك كل الحق” في استعادة إدلب وطرد التنظيمات المسلحة منها، والعمل على تهيئة الأسباب لذلك، مؤكدا أن موسكو تُشاطِر دمشق الرأي بأن “الوضع في إدلب ليس مقبولاً”، وهو ما فُسّر بأنه “ضوء أخضر روسي” لنظام الأسد من أجل البدء ب”هجوم إدلب”، في ظل تحذيرات صدرت عن عواصم الثقل السياسي ضد العملية المنوي مباشرتها.
وفعليا سبقت تركيا روسيا وإيران في تهيئة الأسباب أمام معركة إدلب بإعلانها تنظيما متطرفا في المدينة بدا أحد تفرعات تنظيم القاعدة بأنه “جسم إرهابي”، وأنها ستتعامل معه على هذا الأساس، في إشارة ضمنية على أنها ستمارس “غص بصر” عن معركة إدلب، وسط توقعات تقارير دولية بأن أنقرة فتحت خط اتصال مع موسكو في كل ما له صلة بتسهيل معركة إدلب، وعدم تدخل قوات تركية لإبداء أي نوع من المساندة لفصائل سياسية في إدلب.
يُشار إلى أن النظام السوري قد فقد على نحو متسارع منذ عام 2012 عدة مدن كبرى لصالح قوات المعارضة السورية، لكن منذ أواخر عام 2015 بدأ “هجوماً مُضاداً” لاستعادة المدن التي فقدها، وسط تدخلات عسكرية روسية حاسمة لصالح الحكومة السورية، ومُوفّرة “الغطاء السياسي” للأسد في المحافل الدولية.