روسيا تستعرض قوتها في مواجهة أنصار نافالني
في استعراض للقوة، فرضت الشرطة الروسية أمس طوقاً أمنياً على قلب العاصمة موسكو، وأغلقت الشوارع أمام المارّة بالقرب من مبنى الكرملين، كما أغلقت محطات مترو الأنفاق ونشرت المئات من قوات مكافحة الشغب مع تساقط الثلج، كل ذلك لمواجهة المحتجين الذين تحدّوا البرد القارس والتهديد بالملاحقة القضائية، للمطالبة بالإفراج عن المعارض الروسي أليكسي نافالني، وقامت شرطة مكافحة الشغب بفض العديد من التجمعات في جميع أنحاء روسيا، واحتجزت ما يزيد على 5 آلاف منهم.
وتوجّه طابور من المتظاهرين صوب سجن في شمال موسكو حيث يُحتجز نافالني، وهم يرددون “أطلقوا سراحه”، فيما رفع حشد آخر أياديهم فوق رؤوسهم أمام صف من شرطة مكافحة الشغب وهم يهتفون “لسنا أعداءكم”، وقد استخدم أنصار نافالني وسائل التواصل الاجتماعي لتغيير مواقع تجمعهم مرارا وتكرارا، مما أدى إلى تشتت الحشود في أنحاء متفرقة من موسكو وصعوبة تفريقهم.
من جهتها اعتبرت الشرطة الاحتجاجات غير قانونية، إذ لم تمنح التصريح بإقامتها، وتوعدت بتفريقها، وأضافت السلطات أن المظاهرات قد تكون سبباً في نشر العدوى بمرض كوفيد-19. وبينما قدرت الشرطة عدد المشاركين في احتجاجات موسكو بنحو ألفي متظاهر، قدّرها شهود بعدة آلاف، لكنها أقل من الاحتجاجات التي خرجت في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، واستخدمت الشرطة في سان بطرسبرج وموسكو، القوة لاعتقال المحتجين وشوهدت من حين لآخر تستخدم مسدسات الصعق، وقد كانت يوليا زوجة نافالني من بين المحتجزين لكن الشرطة أطلقت سراحها لاحقا.
وندد وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن” بما وصفه بالاستخدام المستمر لأساليب قاسية في مواجهة المحتجين السلميين والصحفيين، داعياً إلى إطلاق سراح نافالني، بينما ردّت الخارجية الروسية باتهام الولايات المتحدة بالاستعراض الكاذب والتدخل والسعي لتشجيع الاحتجاجات كجزء من استراتيجية لاحتواء روسيا، ومن جهته دعا وزير الخارجية البريطاني “دومينيك راب” روسيا إلى احترام حق الناس في الاحتجاج السلمي، وحماية حرية الإعلام.