لجأ العديد من الفنانين للأدب العربي الغني بالقصائد الشعرية الرائعة التي كتبها أكبر الشعراء، وقاموا بتحويل مجموعة منها لأغاني حفظها الناس عن ظهر قلب.
ونوّع الفنانون في خياراتهم، فبعضهم اختار قصائد شعرية لشعراء من العصور السابقة، في حين اختار البعض قصائد لشعراء معاصرين.
وتعددت الأسباب التي جعلت الفنانين يلجؤون للشعر، منها سهولة تلحين الأشعار وتحويلها لأغان، احتواء هذه القصائد على قيم وعبر مفيدة، وعكسها تجربة الشاعر الشخصية، وإظهار مشاعره كمعاناته، سعادته، فرحه، وحزنه بصورة صادقة.
بالإضافة ذلك فإن القصائد الشعرية كتبت بلغة عربية فصيحة واحتوت على عبارات تصلح كحكم لكل زمان ومكان، ومن خلال سطور هذا التقرير سنقوم بجولة في عالم الأغنية العربية لنتعرف على أهم القصائد التي حولت لأغاني:
1. قصيدة جفنه علم الغزل: قصيدة رائعة كتبها الشاعر اللبناني بشارة الخوري الملقب بالأخطل الصغير، احتوت على كلمات رقيقة وعذبة، وقام الموسيقار محمد عبد الوهاب بتحويلها لأغنية غناها بنفسه، كما قامت السيدة فيروز بغنائها.
2. قصيدة رباعيات الخيام: تعد هذه القصيدة من أروع الأغاني التي غنتها كوكب الشرق أم كلثوم، كتب هذه القصيدة الشاعر أحمد رامي واستمدها من رباعيات الخيام للشاعر عمر الخيام الذي عاش في الفترة ما بين 1048 و1131، حيث ترجم هذه الرباعيات، وتعد ترجمته من أفضل الترجمات للرباعيات، في حين تولى رياض السنباطي تلحينها، ولا تزال هذه القصيدة تحظى بشعبية كبير لدى عشاق الموسيقى.
3. قصيدة قرأت مجدك: قصيدة وطنية من تأليف الشاعر اللبناني سعيد عقل، مدح فيها العاصمة السورية دمشق، وعبر عن عراقتها وأصالتها، ووصف من خلال القصيدة حبه للشام بلغة سهلة وساحرة وصف من خلالها دمشق ومعالهما وطبيعتها.
وقامت صاحبة الصوت الملائكي فيروز بتحويل القصيدة لأغنية رائعة لحنها لها الأخوين الرحباني.
4. قصيدة أحن إلى خبز أمي: تعد هذه القصيدة من أشهر القصائد المغناة، كتبها الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، وعبر من خلالها عن شوقه وحنينه لأمه بعدما ابتعد عنها، كما تحدث عن دور الأم الكبير في حياة أبنائها.
وقام بتلحين وغناء هذه القصيدة الفنان مارسيل خليفة، وحققت الأغنية انتشارا كبيرا وارتبطت بعيد الأم بشكل كبير.
5. قصيدة عدى النهار: كتب الشاعر عبد الرحمن الأبنودي هذه القصيدة بعد نكسة حزيران ليعبر من خلالها عن الألم الذي أصاب الأمة العربية بعد الهزيمة.
وخان الإلهام الشاعر عندما وصل لعبارة أبو النجوم الدبلانين وقرر عدم إكمال القصيدة، لكن إصرار الفنان عبد الحليم حافظ على غنائها، واقتراحه لعبارة أبو الغناوي المجروحين ساعد الأبنودي على إكمال القصيدة، ليقوم بعدها الملحن كمال الطويل بتلحينها، وليتولى العندليب الأسمر غنائها.
6. قصيدة قل للمليحة بالخمار الأسود: قصيدة رائعة كتبها الشاعر ربيعة بن عامر الدارمي الملقب بمسكين الدارمي، وهو شاعر عاش في الكوفة إبان الخلاقة الأموية، وكان من الشعراء المقربين من الخليفة الذي أغدق عليه المال والهدايا.
وكتب هذه القصيدة بعدما اعتزل الدنيا عندما تقدم به السن، ولجأ للزهد والصلاة، حيث قدم تاجر إلى المدينة المنورة وبحوزته خمر سود، وبعدما فشل في بيعها دفعه الناس للشاعر الذي يقضي آخر أيامه في العبادة وطلب منه المساعدة، فقال له هذه الأبيات الشهيرة، فظن الناس بأنه عشق امرأة بخمار أسود وعاد لمجونه، فانكبت النساء على شراء الخمر من التاجر.
وقام الفنان صباح فخري بتلحين هذه الأبيات وغنائها لتصبح واحدة من أفضل وأشهر أغانيه، كما قام الفنان العراقي ناظم الغزالي بغنائها.
7. قصيدة أراك عصي الدمع: تعد هذه القصيدة من أشهر أغاني كوكب الشرق أم كلثوم، كتب هذه القصيدة الشاعر أبو فراس الحمداني الذي عاش في العصر العباسي في الفترة ما بين عام 932 وعام 968 ميلادي وهو في سجن الروم، وعبر من خلالها عن يأسها من افتداء ابن عمه سيف الدولة صاحب حلب له، بعدما أرسل له العديد من الرسائل، وعبر فيها عن إخلاصه، ولائه، فروسيته، وشجاعته.
ووصلت القصيدة ليد سيف الدولة، الأمر الذي دفعه لحرب الروم وافتداء ابن عمه ومنحه حريته. ولحن هذه القصيدة الملحن رياض السنباطي، وحظيت بشهرة كبيرة بعدما غنتها أم كلثوم.
8. قصيدة ولي فؤاد: أغنية لجارة القمر فيروز، وهي مزيج من شعر 3 شعراء هم أبو العتاهية، الوأواء الدمشقي اللذان عاشا في العصر العباسي، والشاعر السوري ميخائيل خير الدين ويردي المتوفى عام 1945.
حيث بدأت الأغنية التي لحنها محمد محسن بأبيات شعرية من قصيدة بأبيات أبو العتاهية، ثم ضمّنها قول الوأواء وكنت وعدتني يا قلب أني إذا تبت عن ليلى تتوب، ثم اختتمتها بقول ميخائيل وعذلت أهل العشق حتى ذقته، فعجبت كيف يموت من لا يعشق.
9. قصيدة اختاري: تعد هذه القصيدة أولى القصائد التي لحنها وغناها قيصر الأغنية العربية كاظم الساهر للشاعر نزار قباني، وسمع الشاعر القصيدة بصوت كاظم ومنحه الموافقة على إصدارها كأغنية.
10. قصيدة الأطلال: تعد هذه القصيدة من روائع كوكب الشرق أم كلثوم، كتبها لها الشاعر إبراهيم ناجي، ولحنها رياض السنباطي، وحققت القصيدة شهرة كبيرة في العالم العربي.