رهان كسبان
إسماعيل كمال
يتابع خبراء كرة القدم العالمية بطولة أمم أفريقيا في نسختها الثالثة والثلاثين بملاعب الكاميرون، والتي يشارك خلالها 24 منتخباً، والتي انطلقت الأيام الماضية بعد شدّ وجذب لبداية العرس المؤجل لعدة مرات بسبب الأزمة الصحية العالمية “فيروس كورونا ومتحوراته المتعددة”، إضافة إلى استعدادات البلاد اللوجستية لاستقبال الحدث القاري.
حدث القارة السمراء تُطبّق خلاله تقنية الفيديو المساعد “الفار” للمرة الأولى، كما أن المكافآت المالية للبطولة ستشهد زيادة كبيرة بحوالي مليوني دولار أميركي، إذ سيحصل بطل النسخة الحالية من الكان على مبلغ يصل إلى 5 ملايين دولار أميركي، فيما سيحصل صاحب المركز الثاني على 2.75 مليون دولار أميركي، فيما سيحصل المتأهلون إلى نصف النهائي على 2.20 مليون دولار أمريكي.
زلزال التأجيل للبطولة الأهم في القارة الأفريقية بدأ منذ إعلان استضافة الكاميرون للنسخة الحالية، حيث لم تكن الدولة جاهزة في الأشهر الأخيرة لاحتضان البطولة في ملاعبها لعدة أسباب، أبرزها انتشار فيروس كورونا، إضافة إلى التجهيزات في الملاعب مما أدى إلى احتمالية إلغاء أو تأجيل البطولة.
“متعة الفقراء رفضها الأغنياء” شعار أكده رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم الجديد والنجم السابق للكرة الكاميرونية والعالمية صامويل إيتو، الذي فتح النار على الاتحاد الدولي لكرة القدم والأندية الأوروبية التي كانت من أبرز المعارضين على إقامة أمم أفريقيا في موعدها الحالي، لعدة أسباب أبرزها تسريح لاعبيها خشية الإصابة أو انتقال عدوى متحور كورونا الجديد، الأمر الذي يعني خسارة جزء مهم من قوتها الضاربة في الدوريات المختلفة، كما أن الدعم القوي الذي قدّمه رئيس الكاف باتريس موتسيبي وتأكيده على إقامة البطولة في موعدها المحدد بعد الضغط على الفيفا ودعم الكاميرون، أثّر بصورة إيجابية على انطلاقتها باحتفال راقص تنفس من خلاله الجمهور الأفريقي الصعداء، لتتبدد الشكوك وتُزال كل العراقيل وانطلق الكان قبل أيام في الكاميرون بعد فترة من التجاذبات مع الفيفا التي طلبت تأجيله حتى سبتمبر المقبل.
السلطات الكاميرونية كسبت الرهان بعد انطلاق عرس أفريقيا، لكن التساؤلات تظل مطروحة حول استكمال البطولة بطريقة ناجحة، لاسيما بخصوص إجراءات الوقاية من متحور أوميكرون المعروف بانتشاره القوي والشديد في أفريقيا، وما يترتب عنه من تواجد الجمهور في ملاعب البطولة بالعاصمة ياوندي ودوالا وغاروا وليمبي، إضافة إلى بافوسام، حيث أقر الكاف خفض حضور الجمهور بنسبة 60% لكل المباريات عدى مواجهات أصحاب الأرض المنتخب الكاميروني بنسبة 80%، إضافة إلى العديد من القوانين الصحية الصارمة على جميع المنتخبات واللجنة المنظمة للبطولة.
في النهاية الكاميرون نجحت في الحصول على مبتغاها بعد 8 سنوات من عدم استقبال البطولة على أراضيها، حيث اختارها الكاف في 2014 و2019 لاحتضانها، لكنها لم تفِ بوعودها ليتم نقلها إلى النسخة الأخيرة إلى مصر، والآن بقيادة هرم الكرة في البلاد برئاسة صامويل إيتو ستكون مهمة الكاميرون المقبلة هي حصد اللقب السادس في الكان، للاقتراب من مصر صاحبة الريادة في عدد التتويجات بالتاج الأفريقي.