رهام سعيد و أخواتها
عمار المنصوري
المرأة البدينة تتجرد من أنوثتها ولن تجد عريسا يتزوجها إلا من كان بدينا مثلها، وهي قبيحة المظهر وخصوصا عندما ترتدي العباءة أو الجلابية وتتعثر في مشيها بسبب الوزن الزائد والمشاكل الصحية المترتبة عليه كما أنها عبء على أسرتها والمجتمع وتشوه المنظر العام، كلمات أثارت موجة من الاستياء بين المجتمع المصري ومصدرها إحدى أهم المذيعات المصريات رهام سعيد حين تناولت موضوع المرأة البدينة في إحدى حلقات برنامجها “صبايا الخير فهل هذا النقد الجارح كان في محله؟”
في بلد هو الأول عالميا في نسبة السمنة بين البالغين فبحسب مسح شامل أجرته وزارة الصحة والسكان المصرية، فإن 43% على الأقل من المصريين يعانون من المرض وهو ما أكدته التقارير العالمية أيضا، بالإضافة إلى تقارير وزيرة الصحة هالة زايد أن أكثر من 70% من أسباب الوفاة في مصر بسبب أمراض السكري والضغط والتي قالت إن السمنة هي المسبب الرئيسي لها، ولأن هذا الموضوع شغل الشارع المصري أتاح فرصة للنقاش حوله لكن يبدو أن الإعلامية المصرية رهام سعيد فشلت في محاولة التوعية من خطر البدانة فكان من الممكن إيصال هذه الحقائق بأسلوب إعلامي محترف عن طريق ضيوف وتبتعد هي عن الإهانات وتوجيه الاتهامات مباشرة وذلك عن طريق استضافة كل من هو مختص في مجال الصحة والتغذية كان من الممكن أيضا أن تذكر المشاكل الصحية والتعثر في المشي بسبب السمنة، وأخصائي اجتماعي يصف حالة المرأة ذات الوزن الزائد وبأنها عبء على أسرتها والمجتمع في كثير من الأحيان، واستطلاع للرأي من الشارع يتم سؤال الشاب هل من الممكن أن تتزوج من المرأة البدينة؟ والأهم من هذا كله حالة من الحالات التي عانت من السمنة واستطاعت التخلص منها لتحكي قصة حزن تكللت بالفرح ولتكون لغرض التنبيه والأمل في نفس الوقت، وفي نهاية الحلقة تقدم خاتمة تعزز بها قيمة وأهمية هذه المرأة وتطلب منها بأن تهتم بنفسها وبصحتها من أجل نفسها وزوجها وأطفالها ومجتمعها وبابتسامة ود، وبهكذا إعداد كانت ستستطيع رهام إيصال ما تود إيصاله بمهنية تامة وأكثر مصداقية وتقبلا من المجتمع،هذا من أساسيات الصحافة والإعلام العالمية لكنها وقعت في المحضور واختارت الطريقة الخطأ من باب إثارة الجدل ربما كما عودت متابعيها طيلة سنوات عملها بالإعلام العربي.
رهام ليست الأولى فهذه الطريقة اعتدت بها في الكثير من الأحيان زميلتها رضوى الشربيني من خلال برنامجها هي وبس التي تحاول من خلاله دعم المرأة وإعطائها نصائح زوجية وكأنها أخصائية اجتماعية حتى سماها البعض عدوة الرجال بسبب أسلوبها العدائي اتجاه الرجل الذي وصل في كثير من الأحيان إلى الإهانة والعنصرية ورغم الدعم والشهرة التي تحصلت عليها من قبل الجمهور النسوي إلا أن برنامجها أيضا توقف لفترة محددة بسبب العديد من الشكاوى التي تصل بسببها خاصة من أزواج قد تسببت حسب وصفهم بالطلاق بعد اتباع كل تعليماتها وآرائها غير المهنية من صحفية على الشاشات المصرية .
اليوم وخلال متابعة الإعلام المصري تجد أسلوب التوجيه وإبداء رأي مقدم البرنامج في جميع المواضيع دون اللجوء لضيوف يقدومون نصائح ذات قواعد ومبادئ بات أمرا عاديا بل هناك منافسة حادة تجعل من كل مقدم برنامج يحاول إثارة الجدل بآرائه متناسيا قواعد المهنة وأساسيتها بل يستغفل المشاهد كثيرا من الأحيان الى أن يصل الأمر لتوقف برامجهم أو تعرضهم لقضايا كثيرة من قبل المشاهدين والمهتمين بالإعلام المصري والعربي . .