رمونتادا فيكتوريا.. تركت لنا قدماً في “الكان”
آزاد عبد الباسط
لفظة “الرمونتادا” التي دخلت القاموس الرياضي الدولي خلال الأشهر القليلة الماضية، هي نفسها التي تركت أحد قدمي المنتخب الوطني لكرة القدم في نهائيات كأس الأمم الأفريقية التي ستجري العام المقبل، وصحيح أن “رمونتادا” المنتخب الوطني لم تكن بـ”الأهداف” أو “قلب النتيجة”، لكنها كانت بـ”قهر الظروف” القاسية التي راكمت أهدافها الثقيلة أمام مسيرة المنتخب الوطني، الذي بدا ضياع فرصته بالتأهل “شبه محسوم” قبل بدء اللقاء ضد السيشيل، وعلى من يُشكّك بهذا المناخ من الظروف المحبطة عليه أن يعود ليلقي نظرة سريعة على ما كُتِب في مواقع التواصل الاجتماعي قبل توجه بعثة المنتخب من ليبيا إلى السيشل مرورا بتونس.
توقف كثيرون عن النقد الذي وُجّه للطاقم الفني الجديد تحت قيادة فوزي العيساوي، وأبو بكر باني لاختيارِهم ثمانيةَ عشر لاعبا فقط، إضافة إلى عوامل أخرى “شبه مُعقّدة” أوحت للمتابعين بأن انتقادات جمهور “السوشيال ميديا” بدت في معظمها على حق، فالعوامل العديدة التي وقفت مُعاكِسة لـ”فرسان المتوسط” تجلّت مع المشاكل التي حدثت بين الأندية واتحاد الكرة، والتي لم تدع مجالا للتركيز على المنتخب لتنطلق بعد ذلك سلسلة الغيابات، إذ كان أول الغائبين هو نجم كروتوني الإيطالي أحمد بن علي الذي تعرض للإصابة في النيجر، ليعلن بعدها الثنائي المحترف في أميركا إسماعيل التاجوري ومحمد المنير غيابهما عّن موقعة السيشل، ليكتمل عقد الغائبين بإعلان سند الورفلي نجم الرجاء المغربي غيابه أيضا بداعي الإصابة، لكن يبدو أنه يريد الاستعداد لنهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية مع فريقه.
دعوني أُصارِحكم أنه بحكم وجودي في تونس فقد كنت قريبة من معسكر المنتخب الوطني، ورأيت ثقة في ملامح اللاعبين أعطتني حافزا قويا في أن حظوظنا ما زالت قائمة، فلم أستطع أن أنسى ابتسامة العيساوي، وهو يصعد الحافلة باتجاه المطار استعدادا لمواجهة السيشل حينها أيقنت أن المنتخب سيفوز، ثم كان الفوز الكبير وهو الذي قهر كل العوامل المُحْبِطة للمنتخب إدارة ولاعبين، فالوفد انطلق صوب فيكتوريا عاصمة السيشل بمعنويات عالية، وكان لهم ما أرادوا نتيجة عريضة انتهت بثمانية أهداف مقابل هدف، وهي النتيجة التي تُعدُّ ثاني أفضل نتيجة في تاريخ الكرة الليبية، بعد الفوز على ساوثومي بثمانية أهداف نظيفة.
الأفراح الليبية لم تقف هنا لأن نسور نيجيريا أهدوا منتخبنا هدية ذهبية بعد تعادلهم مع جنوب أفريقيا بهدف لمثله؛ لتعود من جديد حظوظ الفرسان في التأهل لكأس الأمم الأفريقية العام المقبل، وهو ما دفع لأن تنقلب حال منصات التواصل الاجتماعي من منشورات التذمر والتشكيك إلى منشورات التهاني والأمنيات بالفوز في موقعة الطيب المهيري مارس المقبل أمام جنوب أفريقيا في مباراة الحسم حيث لا خيار سوى الفوز للمنتخب الوطني.
اليوم عادت الحظوظ ولكن لا بدّ من الدعم والتحشيد ووضع اليد في اليد، إنْ كنّا كليبين نأمل في بلوغ “الكان”، فالمهمّة صحيح أنها صعبة، لكنها ليست مستحيلة، وبإمكاننا فعلها والعودة للمشاركة الأفريقية
لا أستطيع إلا أن أُقدّم كل التحايا للمنتخب الشاب، وأن أرفع القبعة للإطار الفني، وان أُثني على مجهودات الاتحاد على أمل أن يكون ملعب الطيب المهيري مسرحا لخطف ورقة التأهّل لـ”الكان”.