رمضان استثنائي .. أعاد عادات غابت منذ سنوات
أعادت الظروف التي فرضت نفسها الليبيين لعادات غابت منذ سنين، فقد دخل الشهر الفضيل هذا العام على الليبيين وهم يمرون في ظروف استثنائية فعاما بعد آخر يزداد الخناق الاقتصادي والاجتماعي إما بسبب الحروب أو حالة عدم الاستقرار الاقتاصدي، إلا أن هذا العام كان بإضافة جديدة تمثلت في أزمة كورونا التي اجتاحت العالم أجمع وليبيا ليست بمعزل، عنها حيث اتخذت السلطات إجراءات الحجر الصحي وفرضت حظر تجول.
ومع إلزامية البقاء في المنازل وإغلاق مجمل المحال التجارية ومعامل المأكولات وغيرها وإيقاف أغلب الأنشطة الاقتصادية باتت العائلات لازمة بيوتها، ومع هذه الإلزامية عادت عديد العائلات للعادات الرمضانية القديمة التي غابت خلال العقدين الأخيرين مثل “لمة العيلة على عالة الشاهي” التي كانت رمزا رمضانيا للأسر بعد الإفطار حيث يلتقي أفراد المنزل على سفرة الشاهي وتكون الحلويات حاضرة التي بدورها باتت تعود بأصناف تسمى “الزمنية” كانت غائبة أو حضرت في محلها أصناف جديدة لم تكن موجودة قديما كما عادت الأسر لتجهيز هذه الحلويات في البيوت كالغريبة والمقروض والكعك وحتى البكلاوة بعد سنين من تعود الناس على شرائها جاهزة
كما عادت العائلات أيضا إلى استحداث أصناف الطعام القديمة وتجهيزها منزليا فبعد أن اشتهرت السوق المحلية ومعامل المأكولات بتجهيزها مثل رشتة الكسكاس وغيرها عادت الأسر الآن لتجهيزها في المنازل حيث ما يزال صحن الرشتة عادة على مائدة الإفطار كما عاد ” الباسطي والبسبوسة والبيتزا ” وغيرها تجهز منزليا وغاب الجاهز من السوق عن سفرة رمضان .
عادات غابت وعادت في ظروف فرضت نفسها ويحاول الليبيون التكيف معها لتسير عجلة الحياة وكلهم أمل في أن تكون الأعوام المقبلة أفضل من سابقاتها.