رقمياً.. الحريري يتجه للاحتفاظ ب”رئاسة حكومة لبنان”
218TV| خاص
أسفرت الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم الأحد الماضي في لبنان عن “عدد مقاعد أقل” لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، لكنها أبقته “زعيما للطائفة السنية”، إذ يُجيّر اتفاق الطائف بين الأفرقاء السياسيين في لبنان منصب رئاسة الحكومة إلى هذه الطائفة حصراً، إذ حصل الحريري على 21 مقعداً نزولاً من 33 عدد مقاعد كتلته البرلمانية السابق في البرلمان الحالي الذي تنتهي ولايته رسمياً يوم العشرين من الشهر الحالي.
وتبدأ مراسم إحياء البرلمان الجديد المكونه مقاعده من 128 نائباً، والذي يدخله 74 نائباً جديداً يوم التاسع عشر من الشهر الجاري بانتخاب رئيس جديد للبرلمان، إضافة إلى نائب له، وكذلك انتخاب المكتب الدائم، ورؤساء اللجان، إذ سيترأس الجلسة النائب الأكبر سناً ميشال المر، قبل أن يُعاد انتخاب نبيه بري رئيسا للبرلمان، إذ تنعدم أي مؤشرات على منافسة له على هذا المنصب الذي يتولاه بلا انقطاع منذ عام 1992 بما يجعل منه صاحب “أطول رئاسة للبرلمان” عالمياً.
على صعيد رئاسة الحكومة تنتظر الأوساط البرلمانية أن يبادر رئيس الحكومة سعد الحريري إلى تقديم استقالته إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، بعد انتهاء جلسة البرلمان، لتمكين عون من إجراء استشارات برلمانية تسبق قرار الرئيس إعلان إسم الرئيس المكلف لتأليف حكومة ما بعد الانتخابات، إذ يتعين أن يلتزم الرئيس بحصيلة مشاوراته مع الكتل البرلمانية والنواب المستقلين الذين سيكشفون للرئيس عن الرئيس الذي يريدونه.
وحتى ليل الخميس، فإن رصد موقع قناة (218) للمواقف السياسية للأحزاب والكتل الكبيرة قد أظهرت أن الحريري قد “أمّن” ما يوصف لبنانياً ب”الحاصل الرقمي” الذي يتيح للحريري أن يتولى رئاسة الحكومة للمرة الثالثة منذ اغتيال والده رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، إذ بات واضحا أن كتلة “لبنان القوي” بزعامة جبران باسيل –صهر رئيس الجمهورية- والتي نالت 29 مقعدا ستعطي صوتها للحريري، فيما كتلة “التنمية والحريري” الخاصة بالرئيس المقبل للبرلمان نبيه بري وعدد أعضائها 17 ستُصوّت أيضا للحريري، كما أن الأخير يمتلك كتلة من 21 نائبا، إذ أن هذه الكتل لوحدها تستطيع أن تؤمن للحريري عبوراً مريحاً نحو مقعد رئاسة الحكومة، إذ يتطلب الدستور أصوات “النصف زائد واحد” من عدد أعضاء البرلمان لتوقيع الرئيس أمرا بتكليف الحريري بتأليف الحكومة، فيما أصوات هذه الكتل 67.
وبحسب رصد المواقف والمؤشرات فإن الحريري يتجه لأن تسميه كتل برلمانية أخرى، إذ يُعتقد أن أصوات كتلة “اللقاء الديمقراطي” التي يتزعمها السياسي الدرزي وليد جنبلاط من المرجح بقوة أن تعطي صوتها للحريري، إضافة إلى كتلة “القوات اللبنانية” التي يترأسها السياسي اللبناني سمير جعجع، بما يُمكّن الرئيس الحريري من زيادة الأصوات المؤيدة له إلى نحو 90 صوتا، علما أن حزب الله الشيعي، والمُشْتبِك سياسياً مع الحريري من المرجح أن يحجب أصوات نوابه عن تسمية الحريري.