رسالة خفية وراء زيارة البعثة الأممية
زيارة نائبة المبعوث الأممي للشؤون السياسية ستيفاني ويليامز إلى مدن المنطقة الشرقية عكست اهتماماً قيل إنه غير مسبوق وفسرت في إطار توطيد العلاقة بين البعثة الأممية والحكومة المؤقتة.
زيارة ويليامز سبقتها زيارة في 22 من يونيو للمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة لمدينة بنغازي ومدن الشرق في جولة امتدت لأيام وشملت عددا من الشخصيات، لتحذو ويليامز لاحقا حذوه وتبدأ زيارتها مع بداية يوليو الجاري إلى مدن المنطقة الشرقية في رحلة مكوكية وشاملة تنقلت فيها من بنغازي إلى البيضاء ومنها إلى شحات ثم درنة، وختاماً بطبرق، في جولات لمدن يسيطر الجيش عليها، وتسيرها الحكومة المؤقتة .
وتحمل الزيارة للمختصة بالشؤون السياسية بالبعثة الأممية إلى ليبيا أكثر من دلالة بحسب مراقبين، فهي تعكس اهتماماً من البعثة ببلديات الشرق الخاضعة لسيطرة الجيش، وفُسرت الزيارة الثانية من البعثة والمتطابقة من حيث المدة الزمنية وجولات الحوارعلى أنها توطيد للعلاقة مع هذه البلديات ومد جسور التعاون وفتح آفاق أوسع للتعاون مع الحكومة المؤقتة، وهو ما يوضع في إطار العمل المشروع من قبل البعثة كونها تنفتح على الجميع .
وتعرفت ستيفاني والوفد المرافق لها خلال الزيارة عن كثب على وضع المنطقة الشرقية، وعلى الأمن، والاستقرار، وهموم المواطنين، ومنطلقاتهم في دعم المؤسسة العسكرية، وهو ما قيل لها صراحة حين دخلت إلى درنة، لأن رمزية المدنية عامل مهم قد يغير مفاهيم مغلوطة رسخت في أذهان البعض .
وبعد أن وضعت الحكومة المؤقتة مجالس تسييرية في بعض المناطق بالمنطقة الغربية توازياً وتماشياً مع امتداد الجيش الوطني، هاهي اليوم ترسخ علاقة قد تكون وطيدة مع البعثة الأممية، وقد نرى في المستقبل القريب لقاء مباشراً بين أعضاء الحكومة والبعثة لمناقشة أفق العملية السياسية وقد يعود إلى الواجهة الحديث عن تشكيل حكومة واحدة من الطرفين الوفاق والمؤقتة كما كان سيحصل قبل عامين من الآن .