رسالة بوتفليقة تزيد المشهد الجزائري تعقيدا
تبدو البنود الستة التي تضمنتها ما قيل إنها رسالة من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عشية تقديم ملف ترشحه رسميا، بمثابة الحلم لكل الجزائريين بما تحمله من فهم عميق لمطالب الشارع، ورؤية عميقة لحوار وطني يقود لدستور جديد تزامنا مع نهضة اقتصادية تتحقق في زمن قياسي.
بوتفليقة استهل رسالته بتعهده فيما لو نجح بتغيير النظام في دلالة على إلغاء نفوذ الدولة العميقة وبناء جزائر جديدة، ومن ثم الدعوة لانتخابات مبكرة لن يكون مرشحا فيها لكنه لم يحدد موعدا لها.
أطروحات ورؤى عميقة تفرض سؤالا في غاية الأهمية: من كتب هذه الرسالة؟ وبوتفليقة كما يعلم الجميع راقد في إحدى مستشفيات سويسرا في حالة صحية سيئة عجز معها عن إعلان ترشحه شخصيا أو الحضور لتقديم ملفه، بل حتى عن تسجيل رسالته صورة أو صوتا، فكيف يعد أن يحقق في سنة واحدة ما عجز عن تحقيقه في عشرين سنة وهو بكامل صحته.
وفي ظل عدم محاكمة القضاء أي واقعة فساد، والعيش في عجز اقتصادي وارتفاع نسبة التضخم عدة مرات في بلد يعد التاسع عالميا من حيث إيرادات النفط، لا يمكن فهم وعود مكافحة الفساد في الرسالة إلا بأنها انتحار لهذا النظام، أو محاولة للتلاعب وكسب الوقت لامتصاص غضب الشارع الذي يزداد يوما بعد آخر.
فهل تستطيع نار الاحتجاجات أن تذيب جبل الجليد الذي يظهر رأسه فقط في إصرار بوتفليقة على الحكم رغم عجزه.