“رحلة الحياة أو الموت”.. هذه طريق تهريب البشر من ليبيا إلى أوروبا
استغلت شبكات تهريب البشر في ليبيا حالة الفوضى لتصعيد عمليات الهجرة غير الشرعية لكسب أكبر قدر من الأموال على حساب إنسانيتهم.
وتقول (CNN) في تقرير لها، إن كل ما عليك فعله لتصبح مهرب بشر هو امتلاك سيارة مناسبة لعبور الطرق الصحراوية والوعرة ومعرفة تلك الطرق، أو شراء قارب حتى وإن كان لا يصلح للإبحار، وإقامة علاقات في المناطق لتسهيل العبور من المدن.
وتبدأ الرحلة من الحدود الجنوبية للبلاد وتنطلق شمالا حتى الحدود البحرية قبالة أوروبا المقصد الأخير والحلم للهروب من جحيم القارة الإفريقية، ويأتي المهاجرين من دول جنوب الصحراء الإفريقية، عن طريق شبكات من المهربين موجودة في السودان والنيجر تتعاون مع شبكات تهريب أخرى موزعة داخل المدن الليبية.
وبعد استلام الأعداد من المهاجرين عن الحدود الليبية الجنوبية، تنطلق بهم السيارات إلى منطقتي الكفرة وسبها اللتين تعتبران مناطق تجمع، وبعد ذلك يتم نقلهم بعيدا عن نظر السلطات وتوزيعهم على مدن المنطقة الغربية مثل مصراتة وزوارة، قبل أن يرسلوا في قوارب إلى أوروبا.
وفي تصرف يدل على عدم اكتراث شبكات التهريب للملاحقة القانونية، أنشأت صفحات على موقع التواصل فيسبوك لعرض خدماتها على المهاجرين من سفر وإبحار وصولا إلى أوروبا، وعند رصد هذه الصفحات وجد أنها تعرض أرقام هواتف وتتلقى تعليقات ورسائل يستفسر أصحابها عن مواعيد الرحلات والكلفة المالية.
وساعد هشاشة الوضع الأمني والجمود السياسي وتعدد الجهات الأمنية غير الفاعلة هذه الشبكات على التمادي في توسيع أعمالها وارتكاب فظائع بحق المهاجرين حيث تلقي جثثهم على طول الطرق البرية، مطمئنة أنها ستبقى بعيدا عن العقاب.