“رجل الثقة” يقترب من “قرطاج”..و”هلع إخواني”
218TV|خاص
يُبدي الداخل التونسي، وأوساط دولية مواكبة لمشهد الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس عشر من الشهر المقبل، اهتماما لافتا ومتصاعدا بشخصية وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي الذي رشحه حزب “نداء تونس”، فيما ينافس الزبيدي 26 مرشحا رئاسيا أبرزهم مرشحي أحزاب “النهضة” –النسخة التونسية من تنظيم الأخوان المسلمين-، وحزب “تحيا تونس”، فيما يرى كثيرون داخل تونس أن الزبيدي شخصية سياسية تحظى بـ”الموثوقية” بين التونسيين، وأنه يُمْسِك بملف الأمن الوطني” بحرص كبير جنّب تونس “خضات أمنية وعسكرية” رغم الجوار الملتهب في ليبيا والجزائر.
تقول أوساط تونسية إن حزب “النهضة” يعتقد أن الزبيدي يجب ألا يصل إلى “خط النهاية” في سباق الوصول إلى قصر قرطاج، لأن “أخوان تونس” لديهم “تقارير وتقديرات” تشير إلى أن الزبيدي كان “العقل المدبر” لإدارة “الصراع الآمن” بين الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي الذي توفي في شهر يونيو الماضي، وبين حزب النهضة الذي حاول أكثر من مرة خلق مبررات سياسية لصراعات تعيد تشكيل الوضع القائم، فيما كان لافتا أن يكون الزبيدي هو المسؤول الوحيد تقريبا الذي التقاه السبسي رغم ظرفه الصحي بعد تعافٍ غير مطئمن من وعكة صحية أولى في الشهر ذاته الذي توفي فيه.
عمليا يرى كثيرون في الزبيدي شخصية وطنية قادرة على “مدّ الجسور” مع “الرئاسة الآمنة والحكيمة” التي قدّم السبسي نموذجها منذ عام 2014 حينما فاز بالانتخابات الرئاسية، فيما امتلك الزبيدي خبرة كبيرة في ملف الدفاع الوطني الذي يوليه التونسيون وعواصم ثقل القرار الدولي حول العالم أهمية خاصة، بوصفه مفتاح الاستقرار على الشواطئ الأوروبية القريبة.
تونسيون يقولون إن الزبيدي “خيار آمن”، وهو ينتمي إلى حزب سياسي “واقعي وآمن” في إشارة ضمنية إلى حزب “نداء تونس” الذي أسسه وتزعمه السبسي قبل سنوات عدة، ويعتقدون أن فوز الزبيدي هو أمر سيثير الهلع والخوف داخل حزب النهضة، كون الزبيدي من المأمول أن يسير على خطى السبسي في “وضع حد” لـ”تطلعات الأخوان” نحو السلطة، خصوصا أن “أخوان تونس” قد دفعوا بمرشح رسمي للانتخابات الرئاسية، ودفعوا أيضا “من وراء ستار” بأربع مرشحين انتموا سابقا لحزب النهضة، ويقولون إنهم أصبحوا خارجه اليوم.