“رابعة بوتفليقة” قد تحرم القارة الأوروبية من “الدفء”
218TV|خاص
أرسلت شركة “سوناطراك” عملاق الطاقة في الجزائر ما بدا أنها “تهديدات مبطنة” إلى موظفيها تحذرهم من مغبة المشاركة في احتجاجات شعبية انطلقت اليوم الجمعة بـ”وتيرة أكبر وأقوى” ضد ما بات يُعْرف جزائريا بـ”تمديد الولاية الرابعة” للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، إذ صنّفت الشركة العملاقة في مجال طاقتي النفط والغاز أن الاشتراك في مسيرات والتغيب عن العمل من شأنه أن يُصنّف ضمن “الخطأ المهني” المُضرّ بعمل الشركة ومصالحها داخل وخارج الجزائر.
وبحسب تقارير دولية وجزائرية فإن “سوناطراك” تزود عدة دول أوروبية بحصص “كبيرة ووزانة” من الغاز تصل إلى 30% من إمدادات الطاقة إلى تلك الدول، وسط تقديرات بأن نحو 85% من موظفي وعُمّال “سوناطراك” ينوون تنظيم إضرابات ومسيرة ضد بقاء الرئيس الجزائري في السلطة، فيما تزداد المخاوف من أن تؤثر اهتزازات وتيرة العمل في الشركة الجزائرية على الإنتاج والتشغيل والتصدير إلى الدول الأوروبية، فيما قالت تقارير فرنسية إن الرئيس إيمانويل ماكرون “متخوف وقلق” من نقص إمدادات الغاز الجزائرية إلى بلاده، إذا اتسعت الإضرابات والاضطرابات السياسية لتشمل موظفي “سوناطراك”.
وتُظْهِر تقديرات أن عدة دول أوروبية هي “زبائن مهمون” لشركة الطاقة الجزائرية، فإيطاليا تشتري حصة كبيرة من الغاز الجزائري تُقدّر بنحو 60% مما تستهلكه إيطاليا سنويا، فيما تبدو إسبانيا أيضا زبونة لدى الجزائر في ملف إمدادات الغاز بنحو نصف احتياجات الطاقة التي يستهلكها الإسبان سنوياً، فيما تشتري فرنسا واردات غاز تُشكّل نحو ربع احتياجاتها سنوياً، في ظل مخاوف فرنسية من أن يؤدي نقص أو توقف الغاز الجزائري إلى شعور مئات الآلاف من الفرنسيين بالبرد في موسم الشتاء، خصوصا أن الحكومة الفرنسية تعاني من اضطرابات اقتصادية، وحالة تقشف كبيرة.