رئيس الصليب الأحمر في ليبيا يستعرض المسائل الإنسانية والمشاريع الخدمية
ألقى رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا “جان نيكولا مارتي”، الضوء على أهم ملامح الحالة الإنسانية إثر الصراع الليبي -الليبي على مدار السنوات الأخيرة، وما أنجزته المنظمة فيما يتعلق بالخدمات الضرورية التي يحتاجها المواطن.
وقال رئيس اللجنة -في حوار له مع صحيفة ديلي نيوز إيجبت المصرية: إن سنوات من عدم الاستقرار والقتال أثّرت بشكل كبير على النسيج الاجتماعي والاقتصادي، كما تحدّث عن عودة نحو 20 ألف شخص إلى منازلهم بعد أكثر من عام على النزوح – قرب خطوط التماس إبّان حرب طرابلس في 2019.
وذكر “مارتي” أن لجنة الصليب الأحمر فرع ليبيا قد أنشأت آلية ثلاثية بين الجيش الوطني وحكومة الوفاق والصليب الأحمر في 2019، لمناقشة المساعدة الإنسانية الطارئة وتتمثل في إجلاء جرحى الحرب وإعادة الرفات وتوفير ممر آمن للقوافل، لتتواصل هذه العملية طوال أيام الحرب في طرابلس، ثم توقفت بعد ذلك.
كما أكد “مارتي” أن ليبيا تحتاج إلى التزام وصفه بـــ”طويل الأمد” من الهيئات الإنمائية، لإعادة بناء أنظمة الصحة والمياه والطاقة، مبيناً أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعمل على خطة رئيسية لإصلاح نظام الصرف الصحي في مدينة بنغازي، ستُعلن بحلول نهاية العام الجاري.
وقال رئيس اللجنة إنهم يعملون منذ شهور على خطة رئيسية لإصلاح نظام الصرف الصحي في بنغازي، ولن تقوم اللجنة الدولية وحدها بإصلاحه، فرسم الخطة والتأكد من أنها تتضمن جميع المعايير أمر مكلف للغاية، لذا بدأ التواصل مع الممولين الدوليين مثل البنك الدولي ووكالة التنمية الفرنسية وبنك التنمية الأفريقي، للترويج للخطة ومشاركتها بمجرد إطلاقها رسمياً، ومن المتوقع أن يكون جاهزاً بحلول نهاية عام 2022.
ووصف “مارتي” الوضع الصحي في عموم ليبيا بالمتهالك والمتردي، وقال إن لدى المنظمة “برنامج صحي كبير في ليبيا، لأن النظام الصحي يعاني منذ 10 سنوات من الصراع ونقص الصيانة”، وتابع قائلاً إن النظام الصحي في ليبيا ليس قوياً بما فيه الكفاية، وبعد الوباء أصبح من الصعب جداً التعامل معه.
وتُدرّب المنظمة السلطات الليبية على التدابير الوقائية، وتساعد في توزيع بعض المواد الوقائية على الطاقم الطبي في السجون ومراكز الاحتجاز، كما تقدم بعض التدريب على الخدمات الطبية وبعض التدريب لمتطوعي جمعية الهلال الأحمر الليبي التي تُعد شريكنا الرئيسي في ليبيا.
كما أفرد رئيس لجنة الصليب الأحمر جانباً من حواره لقضية الهجرة غير القانونية، وتحدّث عن حوار مع السلطات الليبية والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء حول العواقب الإنسانية لسياسات الهجرة، مؤكداً على جميع الجهات الفاعلة التي تحاول إثبات حقيقة أن ليبيا ليست مكاناً آمناً للمهاجرين للإقامة – حسب وصفه.
وأضاف أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تساعد المهاجرين في استعادة جثث أقاربهم الذين غرقوا في البحر، وتقدّم لهم دعماً صحياً عبر برامج اللجنة لدعم المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية.