رؤية أميركية لدور واشنطن في ليبيا
تقرير | 218
بعد مقتل السفير الأميركي في ليبيا كريستوفر ستيفنز، احتفظت الولايات المتحدة بمسافة كبيرة عن الملف الليبي، واقتصر اهتمامها على قتال متقطع ضد التنظيمات الإرهابية في منطقة الشمال الأفريقي، ورغم أن سياستها كانت تكتيكية وواضحة إلا أنها لم ترقِ لمستوى الاستراتيجية.
مركز بروكنغز الأميركي للدراسات الاستراتيجية وتحليلات السياسة الأميركية رأى أنه ينبغي على ترامب قبل أن يغرد بأي شيء أن يفكر بشكل جدي في الدور الذي ستلعبه واشنطن، فبإمكانها قلب الموازين وعكس اتجاه دوامة الصراع في ليبيا، وبإمكان الولايات المتحدة أن يكون لها مهمة دبلوماسية على جبهتين، بداية بالتنسيق بين مختلف الجهات الفاعلة الخارجية والمساعدة في التوسط بين الجهات الداخلية، وتحرك واشنطن بشكل حازم بإمكانه أن يكبح طموحات فرنسية خطيرة مرتبطة بالطاقة وإيطالية مرتبطة بالنفط .
أما عسكريا فبإمكان لفتة بسيطة مثل تحريك سفينة حربية أميركية قبالة مياه ليبيا أن ترسل برسالة واضحة لحفتر، ويمكن أن تشجعه على التراجع عن أي أعمال عسكرية في طرابلس، فقد رأى مركز بروكينغز أنه كان بإمكانه السماح للمؤتمر الوطني الجامع بالاستمرار مع وجود قوات الجيش الوطني جاهزة للقضاء على الأهداف الإرهابية، حتى يساعد في إكمال عملية السلام في ليبيا وتجنب وضع المدنيين في الحرب.
عودة واشنطن إلى المشهد الليبي وانقسام أوروبا ومجلس الأمن الدولي حول اتخاذ موقف واضح في ليبيا، يجعل الشمهد أكثر تعقيداً مع استمرار الاشتباكات المسلحة وسط مساعي المبعوث الأممي لإعادة الجميع على طاولة الحوار، واستئناف عملية السلام التي ستجنب إراقة دماء الليبيين، وهو الفوز الحقيقي لكلا الطرفين.