ذكرى تأسيس الجيش.. حكاية ولادة “موحِد الليبيين”
تُصادف اليوم الأربعاء، الذكرى السابعة والسبعين لتأسيس الجيش الليبي، الذي تحدى صعاب جمة في تاريخه لتوحيد ليبيا والحفاظ على سيادتها وأصبح رمزا يجمع كل المواطنين وقت الخلافات.
وكانت البداية في أواخر عام 1939، عندما نادى الملك الراحل إدريس السنوسي إلى عقد اجتماع في بالإسكندرية حضره ما يقرب من 40 شخصا، لبحث تحرير ليبيا من الاحتلال الإيطالي، وقرر الحضور تفويض الملك السنوسي للدخول في مفاوضات مع إنجلترا لتكوين جيش سمي فيما بعد بـ”الجيش السنوسي” للدخول في الحرب الدائرة في ليبيا.
وفي السابع من أغسطس العام 1940، وجه الأمير إدريس دعوة إلى اجتماع آخـر فـي القاهـرة، وبعدها بيومين صدرت قرارات تم بموجبها التأكيد على دخول الليبيين في الحرب إلى جانب الحلفاء، ويعتبر اليوم التاسع من شهر أغسطس العام 1940، هو بداية تأسيس الجيش الليبي الفعلي.
وبهذه المناسبة قال الأمير محمد الحسن الرضا المهدي السنوسي، في كلمة له “إن الآباء أسسوا جيشنا المغوار البطل، على عقيدة سليمة وأسس علميّة صحيحة، فكان حبّ الوطن بوصلته، وقد عاش منتسبوه معنى الانتماء إلى الأرض فقدم أنفس عزيزة قرباناً للتَّحـرير وذَّودا عَن حِيَاضِ الوطن”.
وأضاف “تهل علينا ذكرى تأسيس الجيش فِي ظل تزايد الاهتمام الدّوليّ بما يدورفِي ليبَيا، وتسلم الدّكتور غسان سلامة مهام عمله كمبعوث جديد للأمم المتَّحدة إِلى ليبَيا، .. نتمنى له التوفيق فِي مهمته الّتي ليست بِالأمر السَّهل ولا الهَيِّن، وأن يساهم بفاعلية كبيرة فِي تحقيق استقرار ليبَيا الّتي طال نزيفها ومعاناة أبنائها.
وأكد الأمير محمد السنوسي “أن مَا نعيشه اليوم من فرقة وقتال وتطرف وانقسام سياسي واعتداء على مصدر قوت النَّاس ونهب الأموال العامّة وتعطيل مشروع بناء الدولة، مَا هو إلا نتاج صراعات داخليّة مدمرة، وتدخلات خارِجِيّة متباينة الأجندات ومتقاطعة المصالح والأهداف والتطلعات، ونتاج تراكمات النظام السابق. ونؤكد أيْضاً على أن استمرار هذا الوضع المأساوي ينذر بوقوع الكارثة وعظائم الأمور، ولذا لابُدَّ أن يتنازل بعضنا لبعض ونحتكم جميعاً إِلى لغة العقل والمنطق والحوار وتحقيق الصَالح العام.
من جهته، قال رئيس مجلس النواب القائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية، عقيلة صالح، إن الجيش ولد في المنفى من رحم المعاناة والرغبة في العودة وتحرير الوطن من الاحتلال الإيطالي مهما كان الثمن، وجسد تأسيسه لحمة وطنية تلاشت داخله الاختلافات والخلافات، حيث شاركت جميع القبائل الليبية من شتى المناطق، وكان لمشايخها دور كبير في تجنيد أبنائها للانضمام لهذا الجيش تحت قيادة موحدة من الملك الراحل محمد إدريس السنوسي.