ذكرى الحادثة اللغز..اغتيال على ارتفاع 3000 قدم
“أتمنى لكم رحلة سعيدة وسلامة الوصول” هذا ما يقوله أي قائد طائرة مدنية لركابه قبل الشروع برحلتهم، إلا أن الكابتن علي عبد المالك الفقيه قالها لركاب طائرة الخطوط الجوية الليبية “بوينغ 727” المتجهة بالرحلة “LN–1103″ من مطار بنينة في بنغازي إلى مطار طرابلس الدولي دون أن يعلم أنهم لن يصلوا بسلامة أبدا.
فقد تناثر الفقيه ومعه 156 بريئا بعد ساعة من إقلاع الطائرة وتحولوا معها إلى قطع متفحمة ومنصهرة بعد انفجار طائرتهم فوق منطقة سيدي السايح في ضواحي مطار العاصمة طرابلس وكان ذلك يوم الثلاثاء الموافق الـ22 من ديسمبر عام 1992.
وفتحت مقولة القذافي الشهيرة التي أدلى بها خلال زيارة قام بها إلى مدينة سبها في الـ31 من ديسمبر عام 1992 الباب أمام فرضيات كثيرة بشأن سبب الحادث بعد أن جاء فيها:”سقطت طائرات كثيرة وبالأمس سقطت طائرة ليبية والتحقيق جارٍ وهذه الطائرة لا تخرج عن هذه العملية”.
وأولى هذه الفرضيات أن الغرب والمرتبطين به نفذوا عملية تفجير الطائرة انتقاما لحادثة لوكربي التي حدثت في الـ21 من ديسمبر عام 1988 فيما ذهبت ثاني الفرضيات للقول إنّ خللا فنيا بسبب نقص قطع الغيار الناتج عن الحصار الاقتصادي المفروض على ليبيا في حينها قاد لهذا الأمر.
أما الفرضية الثالثة فقد تلخصت في كون الحادث مدبرا من الجيش الجمهوري الإيرلندي لتخلي القذافي عنه.
ورغم تعدد هذه الفرضيات فإن نظام القذافي أصر من خلال ممارسة ضغوط نفسية هائلة على طيارين حربيين تزامن وجود طائرتهما الميغ 23 في الجو قرب الطائرة المدنية لتغيير شهادتهما وحرف الحقيقة المتمثلة بتعرض طائرتهما لشظايا انفجار الطائرة المدنية إلى تصادم الأخيرة مع الأولى فضلا عن منعه إشراك جهات دولية في التحقيق.
وبعد مرور 26 عاما على هذا الحادث ما زال الغموض يلف القضية، غير أن مراقبين رجحوا أنها من تدبير القذافي ونظامه لإحراج الغرب المحاصر له وإظهاره بمظهر المتسبب بكوارث الليبيين من خلال فرض الحصار الذي أثر على كفاءة الطائرات المدنية والحربية، والذي قاد بالنتيجة إلى سقوط أبرياء ضحية لهذا الحصار.