ذكرى إعدام أشهر “جاسوس” في الشرق الأوسط
في مثل هذا اليوم قبل 54 عاما، أي أكثر من نصف قرن، تم إعدام الجاسوس الأشهر على الإطلاق في الشرق الأوسط إلياهو شاؤول كوهين، المعروف باسم “إيلي كوهين” بعد أن اعتقلته القوات السورية بتهمة التجسس.
ولد كوهين في الإسكندرية عام 1924 لأسرة هاجرت حديثا من حلب إلى مصر، وتعلم في مدارس يهودية، وأجاد العديد من اللغات من بينها العربية والعبرية والفرنسية، لكن نقطة التحول في حياته بدأت عام 1944، حيث التحق بالحركة الصهيونية وهو مازال في مقتبل العمر
ذهب إيلي كوهين إلى فلسطين، حيث تستقر قوات الكيان الصهيوني، عام 1957 بعد أن هاجر من مصر بعد حرب السويس، وكان قد التحق فيها بالحركة الصهيونية قبل نحو 10 أعوام، أي بين عامي 1946 و1947
عمل في ترجمة الصحافة العربية للعبرية، ولم يمضي الكثير من الوقت حتى التحق بالموساد، فمهارته جعلت المسؤولين عنه يتحمسون لفكرة زرعه في سوريا كون أصوله تنحدر منها، وتم إعداد قصة محكمة لحياته الجديدة
فقد تقمّص كوهين شخصية مواطن سوري مسلم يدعى “كامل أمين ثابت” يقيم في الأرجنتين، وهو رجل أعمال يحظى بسمعة طيبة بين الناس، ومتحمس جدا لوطنه الأصلي سوريا، وقد صادف أن تعرف ذلك الوقت على الملحق العسكري المصري بالأرجنتين “أمين الحافظ” الذي أصبح رئيسا لسوريا فيما بعد
وطّد كوهين علاقاته مع كبار المسؤولين في سوريا التي وصل إليها عام 1962، وصار يحظى بشعبية واسعة في الأوساط السياسية، ويمد الإسرائيليين بالمعلومات السرية لمدة 3 سنوات كاملة، ويقال أن سوريا عرضت عليه منصبا مهما
لكن الخدعة لم تدم، فبينما كانت تمر سيارة رصد الاتصالات الخارجية بالقرب من بيته رصدت رسالة غريبة، فقررت مداهمة عدة بيوت من بينها سفارات، ووجدوه أخيرا متلبسا ويحاول أن يسمم نفسه وينتحر قبل أن يمنعوه.
في مثل هذا اليوم عام 1965 أعدم إيلي كوهين في ساحة المرجة أمام أنظار السوريين، وطالبت إسرائيل علنا برفاته لكنهالطلب قوبل بالرفض، قبل أن يتم تسليم رفاته رسميا في 15 أبريل الماضي 2019، حيث أعلنت صحيفة جيروزاليم بوست أن وفداً روسياً غادر دمشق حاملا رفات إيلي كوهين، متوجهاً إلى إسرائيل. أي بعد نحو 54 عاما.