دوّامة عنف جديدة بين الفلسطينيين وإسرائيل.. والعالم يحاول حقن الدماء
تصاعد العنف بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين، بعد توتر الأوضاع في المسجد الأقصى وما تخللها من مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال.
وفي آخر التطورات، أطلقت الفصائل الفلسطينية في غزة مئات الصواريخ على المدن الإسرائيلية، فيما ردت قوات الاحتلال بقصف عدة مناطق في غزة ونتج عن ذلك سقوط العديد من الضحايا، وذكرت تقارير أن 31 شخصا قتلوا، 28 منهم في غزة وثلاثة في إسرائيل.
وفي ساعة متأخرة من الليل، قال سكان في غزة إن منازلهم اهتزت وأضاءت ضربات جوية إسرائيلية شبه متواصلة السماء.
وانطلقت شرارة القتال بين إسرائيل والجماعات الفلسطينية المسلحة إثر مواجهات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى بالقدس أمس الاثنين.
وحتى قبل إطلاق وابل من الصواريخ ردا على تدمير برج سكني في غزة بنيران إسرائيلية، أعلنت إسرائيل أن الجماعات الفلسطينية أطلقت 480 صاروخا عبر الحدود، مما دفع سكان مناطق إسرائيلية بأكملها إلى الملاجئ.
وندد البيت الأبيض بالهجمات الصاروخية، وقال إن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها. لكنه أضاف أن تركيز الولايات المتحدة الأول ينصب على تهدئة الوضع.
ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الثلاثاء جميع أطراف الصراع إلى العمل على تهدئة العنف، وأعادت تذكير الجميع بأن القانون الدولي يطالب بالعمل على تجنب سقوط ضحايا بين المدنيين.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستكثف ضرباتها في غزة بعد تسارع وتيرة الهجمات الصاروخية.
وقالت إسرائيل إنها أرسلت 80 طائرة لقصف غزة، ونشرت مشاة ومدرعات دعما للدبابات المنتشرة بالفعل على الحدود، فيما يعيد إلى الأذهان التوغل البري الإسرائيلي في القطاع لوقف الهجمات الصاروخية في 2014.
وبعد الهجوم على البرج السكني بقليل، قالت الفصائل الفلسطينية إنها سترد بإطلاق الصواريخ على تل أبيب.
وسمعت صفارات الإنذار من غارات جوية وانفجارات في أنحاء المدينة وأضاءت السماء بالصواريخ الاعتراضية المتعددة التي أطلقت باتجاه الصواريخ القادمة.
وقالت سلطة المطارات الإسرائيلية إنها أوقفت رحلات الإقلاع في مطار تل أبيب “للسماح بالدفاع عن سماء البلاد”. وأظهر مقطع فيديو بثته القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية صواريخ اعتراضية تنطلق فوق مدارج الطائرات.
وفي وقت لاحق قالت سلطة المطارات إن الرحلات الجوية استؤنفت بعد وقفها لوقت قصير بسبب الصواريخ.
وأعلن فصيل فلسطيني عن توجيه ضربة صاروخية هي الأكبر لتل أبيب وضواحيها ب130 صاروخا ردا على استهداف الأبراج المدنية.
وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إن امرأة تبلغ من العمر 50 عاما قُتلت عندما سقط صاروخ على مبنى في ضاحية ريشون لتسيون في تل أبيب وإن امرأتين قتلتا في ضربات صاروخية على مدينة عسقلان الجنوبية.
لكن الجيش الإسرائيلي قال إن العديد من الصواريخ التي تم إطلاقها من غزة سقطت على مسافات قريبة وأصابت فلسطينيين وإن نظام القبة الحديدية الدفاعي الجوي اعترض معظم الصواريخ التي نجحت في عبور الحدود.
دعوات للتهدئة
حثت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا على خفض التوترات في أسرع وقت ممكن، إذ قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، إن على حماس إنهاء الهجمات الصاروخية “على الفور”، مضيفا “على جميع الأطراف وقف التصعيد”، وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي تلك المطالب، معربة عن قلق الرئيس الأمريكي جو بايدن إزاء العنف.
ودعا وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إلى “إنهاء استهداف السكان المدنيين” ووقف الهجمات الصاروخية، في حين شدد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، على أن التصعيد الكبير في العنف، في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية يجب أن يتوقف على الفور.