دونالد ترامب يُمزّق “اتفاقيات” وقعها سلفه باراك أوباما
218TV| خاص
أحلام المهدي
“أميركا أولا”، هذا ما قاله الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” مرارا حتى قبل أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة، ويبدو أن هذا الشعار “الثغرة” أتاح للرجل حيزا كبيرا من الحرية في تمزيق الكثير من أوراق الاتفاقات التي سبق للبلاد أن وقعتها مع أطراف دولية أخرى، عندما كان “باراك أوباما” سيّد البيت الأبيض.
لنبدأ أولا مع “اتفاق باريس للمناخ” الذي وعد ترامب منذ حملته الانتخابية بالانسحاب منه، ليفي بوعده بعد ذلك واصفا الاتفاق بأنه يفرض الكثير من القيود المالية والاقتصادية الشديدة على الولايات المتحدة، وقال إن بلاده تعتزم التفاوض حول اتفاق جديد للمناخ، لتذهب الجهود التي بذلتها كل من بكين وواشنطن “أوباما” من أجل إبرام هذا الاتفاق التاريخي عرض الحائط.
وكانت الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام انسحبت أيضا من المنظمة العالمية للثقافة والفنون “يونيسكو”، مبررةً هذا الانسحاب بمخاوف عديدة من تزايد ديون المنظمة وضرورة إجراء إصلاحات جذرية فيها، وأيضا بسبب ما وصفته بالانحياز ضد إسرائيل في كل ما يتعلق بالمنظمة العالمية، لتنسحب أميركا كعضو وتحتفظ بصفة “مراقب” للمساهمة بآرائها وخبراتها فقط.
وفي “شبه انسحاب” أميركي آخر من اتفاق دولي، كان ترامب أعلن في وقت سابق من هذا العام أيضا عدم التصديق على الاتفاق النووي الإيراني الذي وقعته القوى الكبرى في العالم مع إيران، لتأتي هذه الخطوة بعد تصريحات قال فيها إن هذا الاتفاق من أسوأ الاتفاقات التي أبرمتها الولايات المتحدة في تاريخها.
يضع ترامب بذلك الولايات المتحدة في مواجهة مع العالم، إذ تمسكت أوروبا وكل أطراف هذا الاتفاق ببنوده التي قال ترامب إنها تسمح لإيران بتطوير برنامجها النووي، معتبرا أن الاتفاق أعفاها من العقوبات ولكنه وفر لها الدعم المالي لأعمالها التي وصفها بالإرهابية، ورغم أن واشنطن لم تنسحب فعليا من الاتفاق حتى يصادق الكونغرس على ذلك، إلا أن عدم التصديق يعد تغريدا خارج السرب الدولي، خاصة إذا كانت تدعمه انسحابات أخرى من اتفاقات دولية أخرى أخذت أميركا بعيدا عن العالم.
واليوم تكرر المشهد، ونأت الولايات المتحدة الأميركية بنفسها عن الإجماع الدولي، وذلك بإعلان بعثتها لدى الأمم المتحدة الانسحاب من “الميثاق العالمي للهجرة” الذي أقرته المنظمة الدولية بالإجماع العام الماضي تحت اسم “إعلان نيويورك”، لتعتبر هذا الإعلان خرق لقوانين الهجرة الأميركية التي قالت مندوبة أميركا لدى الأمم المتحدة إن الأميركيين وحدهم من يقررها.