دلالات زيارة بوقدوم لبنغازي وأثرها على “الوفاق”
تقرير| 218
في زيارة وزير خارجية الجزائر صبري بوقدوم إلى مدينة بنغازي كثير من الرسائل التي تبدو متشابكة، فهي حدث مهم بالنسبة للحكومة الليبية التي نزعت عن نفسها كلمة المؤقتة لأنها لم تعد كذلك، وقد بدأت توصل الرسائل إلى جيرانها ومنهم الجزائر بأنها صارت لاعبا مهما، وقادرة على منافسة حكومة الوفاق التي تحظى بالاعتراف الدولي، وقادرة على أن تكون خير سفير للجيش الوطني الذي يتمدد على الأرض حتى صار قاب قوسين أو أدنى من العاصمة طرابلس.
زيارة بوقدوم كما عكست اهتماما جزائريا بحل الأزمة الليبية عبر التواصل مع الحكومة الليبية والجيش الوطني، عكست تقلصا في نفوذ حكومة الوفاق وتضاؤلا في حظوظها باحتكار اللعبة السياسية، وكذلك التواصل مع الدول الإقليمية والدولية، فالزيارة الجزائرية الرسمية اعتبرها متابعون بأنها ضربة في الصميم لحكومة الوفاق وقد تدفعه إلى إرسال الشكاوى للجزائر محتجا على الزيارة ومطالبا بالإيضاحات، وهو أمر إن تم فسيكون مرجعه تحسس الوفاق لكرسيه الذي صار مهزوزا.
“الشرعي واللا شرعي”
تقول الزيارة والأحداث السابقة ما بعد الرابع من أبريل إن منطق الشرعي واللا شرعي قد صار أخف وطأة، فالقارئ المتمعن والمتفحص للأحداث يرى بوضوح أن كلمة الحكومة المعترف بها دوليا لم تكن تعني شطب أي أطراف لا تعترف بهذه الصفة، خصوصا أن هذه الأطراف تعتمد على مرجعية داخلية شعبية، وغطاء قوي يمثله الجيش الوطني.