دعوة للحياة .. رقصة عاشور ودموعه
خاص 218
لا تحسبوا رقصي بينكم طرباً .. فالطيرُ يرقصُ مذبوحاً من الألمِ
بهذه الأبيات أشعل المربي الفاضل الأستاذ عاشور بدر فضاءات التواصل الإجتماعي بالتعاطف والاعتذار، رقصة عاشور ودموعه جاءت لتفتح جرحا غائرا في ليبيا وتكشف عن كل ذاك التناقض الذي نعيشه.
فقد اشتعلت حملة التهكم على عفوية الأستاذ عاشور بدر، بفعل القوى الإسلاموية وأدواتها الرخيصة بكل المسميات من الأفراد إلى القنوات، فحملة خطاب الكراهية التي تقودها قوى العنف الإسلاموي، تتلقف أي عفوية وخطأ أو حتى اختلاف اجتماعي – عرفي – لتحوله لحملة تستهدف وحدة الكيان، تلك الحملة المسيئة من التهكم والتندّر، أسقطتها الحقيقة بآلامها وقسوتها وزادتها دموع عاشور ألقا وشجونا، لينقلب السحر على الساحر وليتبين إلى أي مدى هذا الشعب مقبل على الحياة ويرفض واقعه ويهرب من مأساته بالتندر، إلا أن قيمه لم تنهار مع كل هذا العبث فدموع مربٍّ فاضل أرهقته السِّنُون و زاده الموتورون وجعا على وجعه، جعلتهم يصطفون معه بكل محبة و إكبار وإجلال .
إن دموع الأستاذ عاشور على شاشة 218 قيمة إنسانية ولحظة حياة في مواجهة الموت، دموع عاشور هي أعظم لحظة مقاومة في قاع الهاوية، الذي يعيش فيه الليبيون ذروة مأساتهم.
إن السقوط للهاوية وعد من أشد ساسة ليبيا وِتْرًا وكراهية، وهي نتاج دموع النفاق والركوب على الأشلاء، الهاوية هي الطوابير الطويلة وكل القَرْح الذي أصاب القوم.
بالدموع غرقت ليبيا في وحلها وبالدموع انتخبت وبالدموع عوقب البسطاء فيها، هكذا أرادها المتطرفون وأوصياء الله، من آمنوا بأن الموت هو السبيل للحياة، وأن الفرح محرم على هذا البلد الطيب أهله، لأنهم ببساطة يكرهون الحياة .
فرح عاشور ودموعه أيضا، كشفت أن أرباب السلطة الجائرة وكل زبانيتهم قوم بلا قيم ولا أخلاق، وأنهم متطرفون وأعداء للحياة والفرح، وصناع للموت والكراهية والحقد، رقصة عاشور كانت قمة جبل أحقادهم وجهلهم، ودموعه كشفت أي قاع وواد غير ذي زرع يهيمون فيه .
دموع عاشور فضحتهم، ليثبت أن رقصته كانت ترانيم للفرح وتراتيل للسلام، صحيح أن أعداء الحياة وصبيانهم حاولوا أن ينشروا الألم ويعززوا من فتنتهم، لكن ما قابلهم من التفاف ودعم ومساندة للأستاذ عاشور فاق كل التصورات وهو إعلان للأمل وإعلان للحياة.
لقد أُسْقط في أيديهم ومن أمامهم ومن خلفهم، فالدعوة للمحبة والفرح والرقص والتراحم جاءت من كل أركان ليبيا، لتعلن وحدة جسورها وترابطها وقوتها وقدرتها على الخروج من القاع والوصول لقمة جبل المحبة، وأثبتت رقصة ودموع عاشور أن الهاوية مصير الموتورين وأعداء الحياة .
نعم إن رقصة الأستاذ عاشور ودموعه هي أصدق حالة للحب والحياة لشعب مكلوم أرهقه الفجّار بكراهيتهم وحقدهم.