دعاء أم.. ووجع عميق يستذكر جنود “براك”
قد تبدأ القصة عند كثيرين على كراسي الرئاسي أو فوهات بنادق المتطرفين، لكنها في تراغن تخرج على شكل أدعية من لسان أم مكلومة، تدعو لرفاق ابنها الذي تتمسك بصورته بقوة، وتجاعيد وجهها تحكي قصة وجع لا يحتمل.
يستذكر اللواء العاشر جنوده الذين قضوا في الخميس الأسود في مايو 2018، ليؤبنهم والحزن لا يفارق المشهد، وتتداعى إلى ذاكرة الحاضرين تفاصيل اليوم الحزين.
استيقظ الجنوب على أصوات الرصاص القادم من قاعدة براك الشاطئ، واستغرقت القصة يوماً كاملاً لتظهر تفاصيلها كاملة، ويكشف يومها عميد بلدية براك الشاطئ إبراهيم زمي لـ218 مقتل 74 جندياً “ذبحاً” وبلا اشتباكات في حصيلة أولية ارتفعت فيما بعد إلى أكثر من 100.
جاءت الجمعة 18 مايو 2017 في الجنوب وبدأت الجثامين تصل بلداتها، وكانت لتراغن التي تؤبن أبناءها اليوم نصيبها من الحزن، لتودع جنوداً ما فكروا إلا أن يحموها.
إدانات كبيرة في ذلك اليوم تتابعت من دول عديدة للمجزرة ومطالبات بإحالة الجناة إلى العدالة، لتعلن الدول في بيان أن المجزرة تهدد بعودة الصراع مجددا على الأرض.
فتح الرئاسي حينها تحقيقاً لم ينته بعد، وأوقف على إثره وزير دفاعه المفوض العميد المهدي البرغثي، لكن أصابع الاتهام في التنفيذ توجهت لسرايا الدفاع عن بنغازي، ومجموعات متطرفة يقودها “أحمد الحسناوي”، قبل أن يتهم البرغثي رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج المسؤولية.
تستمر المجادلات السياسية، بلا إعلان صريح ونهائي عن المسؤول الأول، ولا محاسبة لمن ارتكب المجزرة، وظلت روايات الشهود عن الوحشية التي ارتكبت في الذاكرة، وظلت الدموع وحدها تصبر أما فقدت فلذة كبدها وصارت فقط تدعي لزملائه بالحماية خوفاً من مصير مشابه لما واجهه ابنها.