“درنة السلام” تطلق رصاصة الرحمة على التطرف
لم تمر ساعات على إعلان تحرير مدينة درنة حتى انتشرت المقاطع المصورة لاحتفالات علت فيها أصوات هتافات فرح أهاليها التي محت عن مسامع المدينة صدى صرخات القذائف والسلاح.
فبعد أعوام جثم فيها الإرهاب على صدر درنة وحجب عن أعين أهاليها ألوان الحياة، واستغلال “شاشات الظلام” لإظهارها بصورة “الحاضنة للإرهاب”، هاهي درنة تخطّ حروف كلمتها الأولى والأخيرة: “لا مكان للإرهاب”. فـ”طوابير الفرح” التي ملأت شوارعها أمس بالألحان والغناء كانت رداً واضحاً لكل من شكك بـ”ميول أبناء مدينة الياسمين” وتساهلهم مع أفكار الموت والدمار التي حاولت الجماعات المُتطرفة فرضها عليهم تحت تهديد خياري “الموت أو الموت”.
أفشلت “درنة السلام” كل المحاولات البائسة لصبغها بالأسود، فهاهي كما عهدها الليبييون، لم تتأخر فور عوتها إلى حضن الوطن في الكشف عن ألوان طيفها الذي لم تتخلى يوماً عن بريقه، بل اُرغمت على إخفاءه والتنازل عنه مؤقتاً.