داعش يُطِل من جديد في ليبيا.. رسالة خطيرة لطرفي الحرب
تقرير 218
حضور جديد لعناصر داعش في ليبيا وإن كان على استحياء، فالتنظيم الذي يعتنق أفكار التكفير تبنى عملية إرهابية يوم أمس والتي تمثلت في التفجير الذي وقع بالقرب من معسكر الكتيبة 628 مشاة في مدينة تراغن القريبة من فنقل ومرزق.
التنظيم وعبر وكالته أعماق كشف عن أنه هو من يقف وراء العملية بإعطابه آلية لمن وصفهم بميليشيا حفتر معلناً عن وقوع إصابات جراء العملية.
التنظيم التكفيري يهدف من وراء هذه العملية إلى لفت الانتباه وحيازة الاهتمام بعد فترة طويلة من الركود جراء تلقيه ضربات قاصمة للظهر شلت حركته تماماً وجعلته غير قادر على إحداث عملية التواصل بين الخارج والداخل والتي كان يقوم بها بكل سهولة ويسر في السابق.
الضربات التي تلقاها التنظيم في بنغازي ودرنة وسرت وصبراتة والجنوب جعلته يعود إلى استراتيجية الذئاب المنفردة التي يعتمد عليها في المجتمعات التي لا يحظى فيها بحرية الحركة، لذلك فهو يسعى عبر عمليات فردية إلى إيصال رسالة تنبيه للحكومات والأجهزة الأمنية والمخابراتية.
منظمات دولية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة تحدثت عن أن ليبيا بيئة مناسبة لداعش، ولأي تنظيم فكري تكفيري يسعى إلى استغلال موارد ليبيا، ذلك أن الصراعات العسكرية و المختنقات السياسية توفران غطاء لهذا التنظيم، من دون إغفال أو غض الطرف عن نوايا بعض دول الإقليم في تحويل ليبيا إلى بؤرة متطرفة عبر نقل التكفيريين من العراق وسوريا إلى ليبيا، وهو الأمر الذي حذر منه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق.
عملية تراغن على ضعفها وصغرها تدق ناقوس الخطر وتنبه المسؤولين إلى عدو يبدو أنه لم ينته بعد بصورة كاملة، وهذا في مضمونه يمثل تحديا كبيرا خصوصاً وأن الحرب في طرابلس ومناطق أخرى ما تزال مستمرة ما يعني عدم تركيز الجهد الحربي على عناصر داعش في هذه الفترة.