داعش يطل برأسه من جديد
هل يمكن الحديث عن اختفاء تنظيم داعش من مكان بعينه؟؟ الإجابة قد تكون بالنفي خاصة بعد فيديوهات عناصره الأخيرة التي يهدد فيها بلدانا ومناطق بعينها، ورغم أنه مُنِي بالهزيمة في ليبيا، خاصة في سرت وبنغازي ودرنة حيث طُويت صفحة وجوده الإرهابي ودولته المزعومة، ولم يبق للتنظيم الآن سوى ما يعرف بالذئاب المنفردة ومجموعة من الجيوب في صحراء ليبيا الشاسعة والتي يقول مراقبون أن انتهاء سيطرته على مساحة جغرافية لا يعني انتهاءه بالكامل.
مبايعات جديدة
نشر إصدار أخير قبل نحو أسبوع نقلته مواقع وصفحات مقربة من التنظيم الإرهابي لما يعرف بالمكتب الإعلامي لولاية ليبيا بعنوان “العاقبة للمتقين” يظهر فيه عشرات من أفراد التنظيم وسط الصحراء، وهم يقدمون البيعة للبغدادي ويتعهدون بمواصلة القتال، وظهر في الإصدار شخص يأخذ البيعة من أفراد التنظيم الإرهابي وقُدِّم على أنه أبو مصعب الليبي الذي يرجح أن يكون الإرهابي محمود البرعصي، فهل هذا يعني أن التنظيم يستعد للظهور مرة أخرى؟ أم أنها رقصة الديك المذبوح.
تونس في خطر
وما لم يكن في الحسبان هذه المرة، في هذا الإصدار المرئي الجديد هو مكانه ونوع البيعة، وقد جاء من تونس ليزيد من حدة الموقف وخطورته على دول الجوار، حيث أعلنت مجموعة من المسلحين ولاءها لزعيم التنظيم الإرهابي أبي بكر البغدادي داعية إلى شن المزيد من الهجمات في تونس، وقد أظهر الفيديو عناصر يحملون رشاشات في منطقة حرجية وبعض الذين ظهروا فيه طلبوا من التونسيين الالتحاق بمن أسموهم “الجهاديين”، كما قاموا بالتحريض على استهداف السياحة في البلاد التي أطلقوا عليها اسم القيروان، ولم يتم التحقق فيما إذا جرى تصويره في تونس أم خارجها، ويأتي نشر هذا الفيديو بعد مدة من قيام انتحاريين بتفجير نفسيهما في نقاط تمركز للشرطة في أبرز شوارع العاصمة، وقد أعلنت الشرطة بعدها مقتل العقل المدبر للهجومين في عملية بحي الانطلاقة.
قلق متزايد
وبعد هذه التطورات الخطيرة، لم يعد بالإمكان إخفاء قلق الدول والشعوب من وجود الآلاف من مقاتلي داعش وما قد يسببونه من زعزعة للاستقرار في عدد من الدول ولعلها هي الأقرب إلى القارة العجوز فالفوضى في ليبيا المؤثرة بشكل مباشر على تونس والجزائر ومصر وعدد من الدول الأخرى باتت تقض مضاجع الدول الإقليمية، فما هي السيناريوهات المحتملة التي ستكشفها الأيام المقبلة.