داعش في “متراته الأخيرة”.. 3 احتمالات لمصير “الخليفة”
218TV | خاص
تقاتل قوات سوريا الديمقراطية “قسد” –منظمة عسكرية كردية- ما تبقّى من عناصر تنظيم داعش في ما بات يعرف بـ”الأمتار الأخيرة” في منطقة سورية على مقربة من الحدود مع العراق، وفيما تجابه قوات قسد ما بدا أنها “الاستماتة الأخيرة” من جانب عناصر التنظيم الأكثر إجراما في التاريخ الحديث في الدفاع عن “آخر بقعة جغرافية” له، فإن الأنظار لم تعد مركّزة على هزيمة تنظيم داعش، فمصير هذا التنظيم قد أصبح محتوما منذ أشهر عدة، حينما فقد “شرايينه المالية”، مثلما فقد “آلته الإعلامية” التي كانت تدب الرعب حول العالم، في حين تقهقر إلى “آخر أمتاره” على وقع ضربات عسكرية لتحالف عسكري دولي اتحد لهزيمة التنظيم منذ أكتوبر 2014.
وبدلا من تركيز الأنظار على هزيمة التنظيم، فإن الأنظار سرعان ما اتجهت صوب رجل أعلن في عام 2011 أنه يقود التنظيم، ثم سرعان ما أعلن بعد ثلاث سنوات بأنه “خليفة المسلمين، معلنا عن قيام ما سماها بـ”دولة الخلافة الإسلامية” من منبر مسجد في الموصل التي لم يحتج اجتياحها من عناصر في صيف عام 2014 سوى ساعات قليلة، فيما أبوبكر البغدادي المتواري تماما عن الأنظار لم تظهر له صورة طيلة هذه السنوات سوى مرتين، الأولى في وثائق عراقية وأميركية تُظْهِر أنه كان سجينا لدى قوات أميركية في العراق، وأخرى لحظة إعلانه ما سمي بـ”الخلافة الإسلامية”، وتنصيب نفسه “خليفة”.
مصائر كثيرة قدّرتها تقارير وتقديرات استخبارية للرجل الذي وُضِعت أثمان مالية كثيرة لـ”جلب رأسه”، لكن كل هذه التقارير عن مصير “الرجل الأول” في داعش لم تكن دقيقة، وظلت تعوزها الدقة، فيما يعود آخر ظهور صوتي إلى شهر أبريل من عام 2018 حينما دعا أنصاره إلى عدم الاستسلام، ومهاجمة الحكومات والجيش والأمن في دول عدة سماها بالاسم، وهو ما قام به أنصاره في أكثر من مكان حول العالم.
في التقديرات والتحليلات المستجدة بعد حشر داعش في “آخر الأمتار”، فإن ثلاثة سيناريوهات يتم ترديدها بشأن مصير البغدادي، أولاها أن يكون الرجل قد لقي حتفه في غارة جوية روسية قبل عامين، وهو ما سربته صحف روسية، لكن بدون تأكيدات رسمية في روسيا، فيما يظهر سيناريو ثانٍ يشير إلى أن البغدادي قد يكون موجودا في “الأمتار الأخيرة”، لكنه مصاب وفي وضع صحي لا يسمح له بالتنقل، فيما يثور سيناريو ثالث يشير أصحابه إلى أن البغدادي نجح في “تضليل ملاحقيه”، وأوهمهم طيلة السنوات الماضية بأنه موجود في المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا، بينما قد يكون نجح في مغادرة هذا الموقع إلى مكان لا يزال مجهولا، قبل أن تبدأ قوات “قسد” بعمليتها العسكرية في منطقة هجين السورية.