خيانة ليبية
عز الدين الفالح
ما أن تأتي أحداث في ليبيا تخفي ما قبلها ويعم عليها طابع الخوف من المستقبل إلا أنك بمجرد أن ينتهي الحدث تعاود التخمين في ما كان يمكن أن يحدث ولماذا يحصل كل هذا ومن هو المسؤول، أسئلة كثير وشائعة إلا أننا نعي ونفهم نوعية الإجابة عنها إلا أننا نتجاهلها.
في السنوات الأخيرة مرت علينا أحداث مرعبة وغريبة ما كنا نتوقعها بأيدي أبناء ليبيا، فمن يجب أن يوفروا لنا الاستقرار، هم أنفسهم سبب في أزماتنا المتكررة والمتتالية.
من جانب آخر يطل المواطن الكادح ويغلب علي تفكيره فقط لقمة العيش وتلك الدراهم التي طال انتظارها في طوابير المصرف المفلسة من الأموال.
وتظهر أمامنا أحداث القتل والخطف والتنكيل بأيدينا وليست من غريب، نعم إنها أيدينا التي تقتل زهرات ربيعنا المنتظر فقصة أطفال الشرشاري وما قبلها من قصص واقعية عن خطف وقتل البراءة التي تهز عروش الأباطرة لم تهز فيها إلا لحظة سماعنا بها .
في الماضي كنا نتبجح بأن الليبيين أحباب بعض وأننا شعب الله المختار في الترابط والطيبة إلا أن الأيام والسنين الأخيرة أثبتت غير ذلك إلا من رحم ربي .
كنتُ في طفولتي أسمع كثيراً قصصاً عن الوطنية وحب ليبيا وكيف تحكي لنا جدتي قصصاً كنا ننسج تفاصيلها في مخيلتنا ونرسم أبطالها بنظرة ذلك الطفل الذي تؤثر فيه قصص الخيال وإن كانت واقعية، لأن الواقع الحالي أفسد علينا تلك القصص الجميلة .
فهل نحن في زمن الخيانة الإنسانية ؟؟