خمس سنوات… المجرمون طلقاء والحقّ غائب
يوافق اليوم الثلاثاء الـ 25 من يونيو الذكرى الخامسة لاغتيال المحامية والناشطة الحقوقية والسياسية سلوى بوقعيقيص في منزلها ببنغازي من قبل مجموعة مسلحة، فيما لا يزال مصير زوجها مجهولا حتى الآن.
اليوم وبعد خمس سنوات ما زال قتلة سلوى خارج السجن، إذ لم تكشف التحقيقات عن نتائج هذه العملية البشعة -كغيرها من القضايا – وتمت عملية الاغتيال بعد إدلاء الفقيدة بصوتها في الانتخابات البرلمانية عام 2014 عندما كانت بنغازي مسرحا لعمليات الاغتيال والقتل وترهيب المجتمع المدني.
وتعد بوقعيقيص ناشطة وقيادية بارزة في النضال للحصول على الحقوق المدنية ومدافعة من الطراز الرفيع عن حقوق الإنسان قبل ثورة 17 فبراير وبعدها.
وكانت بوقعيقيص أيقونة ورمزا في الثورة إذ كانت من مؤسسي المجلس الوطني الانتقالي الذي برز كأول جسم بعد قيام الثورة عام 2011، وعضو مؤسس في ائتلاف 17 فبراير بمدينة بنغازي، وكانت من رفقاء المناضل عبد السلام المسماري الذي طالته يد الغدر هو الآخر في محاولات لإخفات أصوات نشطاء المجتمع المدني.
لم تخش بوقعيقيص أحدا وكانت صوتا ناطقا بالحق ومدافعا عن مدنية الدولة ولم تدخر في ذلك جهدا حتى آخر لحظات حياتها، فقد نشرت في اليوم الذي اغتيلت فيه أسماء ثلاثة جنود ليبيين قتلوا في مدينة بنغازي على صفحتها بموقع “فيسبوك”، وأرفقتها بصور للاشتباكات وكان بينها صورة لسيارة أمام منزلها فيها مسلحون، وتحمل العلم الذي ترفعه ميليشيا أنصار الشريعة – التي صُنفت جماعة إرهابية – وقد تمّ اغتيالها بلحظات كانت في مداخلة هاتفيه على إحدى القنوات وتحدثت بكل جرأة وشجاعة عن التجاوزات والإرهاب الذي تمارسه الجماعات المسلحة المتطرفة، وقامت عقب هذه التصريحات والمنشورات مجموعة من الملثمين باقتحام منزلها وأردوها بوابل من الرصاص بينه رصاصة في الرأس فضلاً عن مجموعة من الطعنات النافذة، لتفارق على إثرها الحياة في غرفة الإنعاش بمركز طرابلس الطبي أثناء محاولة إنقاذها.
وشيعت الفقيدة في جنازة مهيبة في الــ27 من يونيو رفقة رتل عسكري وشارك في الجنازة مئات المواطنين بينهم إعلاميون ونشطاء سياسيون وحقوقيون وعدد كبير من مؤسسات المجتمع المدني.
اليوم وبعد خمس سنوات لم يتم الكشف عن المتورطين أو معرفة أسمائهم، ولم يُتّخذ إجراء رسمي لينصف بوقعيقيص فيما لا يزال مصير زوجها عصام الغرياني عضو المجلس البلدي بنغازي مجهولا حتى كتابة هذه السطور.