خلافات أميركية أوروبية على مصير المقاتلين الأجانب
تعمقت الانقسامات أكثر بين الولايات المتحدة الأميركية والحليف الأوروبي، وجاءت ذروتها في الخلاف حول مصير المقاتلين الأجانب المعتقلين في سوريا.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال افتتاح الاجتماع في واشنطن مع نظرائه في التحالف المناهض لداعش، إنه يجب على أعضاء التحالف إعادة الآلاف من المقاتلين الإرهابيين الأجانب المحتجزين حاليا، ومحاكمتهم على الفظائع التي ارتكبوها.
وتواصل الإدارة الأميركية دعوتها لكل الدول المعنية أن تستعيد نحو ألف مقاتل من 30 دولة يقبعون في سجون يديرها الأكراد في شمال شرق سوريا. وقد أثار الهجوم التركي الأخير ضد القوات الكردية في شمال سوريا مخاوف من إمكان فرار هؤلاء المعتقلين.
ويعارض الأوروبيون وبعض الدول العربية هذا الموقف، مفضلين أن يحاكم الجهاديون ويقضوا عقوباتهم في الدول التي ارتكبوا جرائمهم فيها.
في أوروبا، اعتمدت دول عدة، وخصوصا فرنسا وبلجيكا، سياسة تقوم على تقييم كل حالة على حدة لإعادة بعض أطفال المتطرفين المحتجزين في الشرق الأوسط وربما بعض زوجاتهم.
واصطدم الطلب الأميركي برفض دول عدة -منها فرنسا- استعادة المتطرفين والإرهابيين من مواطنيها الذين نفذوا هجمات مروعة ضد أهداف مدنية، فدافع وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان عن الإبقاء على مقاتلي داعش معتقلين بشكل آمن ومتواصل وتريد فرنسا أن يحاكم المقاتلون الفرنسيون على مقربة من المكان الذي ارتكبوا فيه جرائمهم، وتحاول التفاوض مع بغداد من أجل أن يتكفل القضاء العراقي بهذا الشأن.
وفي بيان سبق اجتماع واشنطن، أفادت وزارة الخارجية الفرنسية بأن باريس ترغب بالتأكيد في ألّا تترك مجالاً للشك وأن تتم معاقبتهم على الجرائم التي ارتكبوها في العراق وسوريا.
من جهة ثانية، تعهد بومبيو بمواصلة المعركة ضد تنظيم داعش وناقش كبار المسؤولين من أكثر من ثلاثين دولة الحملة ضد المقاتلين المتطرفين، خلال هذا الاجتماع الذي عُقد في واشنطن بناء على اقتراح فرنسا التي تشعر بالقلق حيال قرار ترامب الشهر الماضي سحب قوات بلاده من سوريا.